امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و تشرع الآية بذكر صفات المؤمنين والمؤمنات، و تبدأ ببيان أنّ بعضهم لبعضولي و صديق وَ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ.إنّ أوّل ما يلفت النظر أن كلمة (أولياء)لم تذكر أثناء الكلام عن المنافقين، بلورد (بعضهم من بعض) التي توحي بوحدةالأهداف و الصفات و الأعمال، و لكنّهاتشير ضمنا إلى أن هؤلاء المنافقين و إنكانوا في صف واحد ظاهرا و يشتركون فيالبرامج و الصفات، إلّا أنهم يفتقدون روحالمودة و الولاية لبعضهم البعض، بل إنّهمإذا شعروا في أي وقت بأنّ منافعهم ومصالحهم الشخصية قد تعرضت للخطر فلا مانعلديهم من خيانة حتى أصدقائهم فضلا عنالغرباء، و إلى هذه الحالة تشير الآية (14)من سورة الحشر: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى.و بعد بيان هذه القاعدة الكلية، تشرعببيان الصفات الجزئية للمؤمنين:1- ففي البداية تبيّن أن هؤلاء قوم يدعونالناس إلى الخيرات يَأْمُرُونَبِالْمَعْرُوفِ.2- إنّهم ينهون الناس عن الرذائل والمنكرات وَ يَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ.3- إنّهم بعكس المنافقين الذين كانوا قدنسوا اللّه، فإنّهم يقيمون الصلاة، ويذكرون اللّه فتحيا قلوبهم و تشرف عقولهموَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ.4- إنّهم- على عكس المنافقين و الذين كانوايبخلون بأموالهم- ينفقون أموالهم في سبيلاللّه و في مساعدة عباد اللّه و بناءالمجتمع و إصلاح شؤونه، و يؤدون زكاةأموالهم وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ.5- إنّ المنافقين فسّاق و متمردون، وخارجون من دائرة الطاعة لأوامر اللّه،أمّا المؤمنون فهم على عكسهم تماما، إذ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ.أمّا ختام الآية فإنّه يتحدث عن امتيازاتالمؤمنين، و المكافأة و الثواب الذيينتظرهم، و أوّل ما تعرضت لبيانه هوالرحمة الإلهية التي تنتظرهم ف أُولئِكَسَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ.