امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إنّ كلمة (الرحمة) التي ذكرت هنا لها مفهومواسع، و يدخل ضمنه كل خير و بركة و سعادة،سواء في هذه الحياة أو في العالم الآخر، وهذه الجملة في الواقع جاءت مقابلة لحالالمنافقين الذين لعنهم اللّه و أبعدهم عنرحمته.و لا شك أنّ وعد اللّه للمؤمنين قطعي ويقيني لأنّ اللّه قادر و حكيم، و لا يمكنللحكيم أن يعد بدون سبب، و ليس اللّهالقادر بعاجز عن الوفاء بوعده حين وعدإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.الآية الثّانية شرحت جانبا من هذه الرحمةالإلهية الواسعة التي تعم المؤمنين فيبعديها المادي و المعنوي. فهي أوّلا تقول:وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الْأَنْهارُ، و من خصائص هذهالنعمة الكبيرة أنّها لا زوال لها و لافناء، بل الخلود الأبدي، لذا فإن المؤمنينو المؤمنات سيكونون خالِدِينَ فِيها.و من المواهب الإلهية الأخرى التي سوفينعمون بها هي المساكن الجميلة، و المنازلالمرفهة التي أعدها اللّه لهم وسط الجنانوَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِعَدْنٍ.(عدن) في اللغة تعني الإقامة و البقاء فيمكان ما، و لهذا يطلق على المكان الذي توجدفيه مواد خاصّة اصطلاح (معدن)، و على هذاالمعنى فإنّ هناك شبها بين الخلود و عدن،لكن لما أشارت الجملة السابقة إلى مسألةالخلود، يفهم من هذه الجملة أن جنات عدنمحل خاص في الجنّة يمتاز على سائر حدائقالجنّة.لقد وردت هذه الموهبة الإلهية بأشكال وتفسيرات مختلفة في الرّوايات و كلماتالمفسّرين، فنطالعفي حديث عن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «عدن دار اللّه التي لم ترها عين، ولم يخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة:النّبيين، و الصدّيقين، و الشّهداء» «1».و في كتاب الخصال نقل عن النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم قوله: «من سرّه أن يحياحياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنتي التيواعدني اللّه ربّي، جنات عدن ... فليوال عليبن أبي