امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أن تصل إلى مصافها.من هنا يتّضح التصور الخاطئ لمن يقول بأنالقرآن الكريم عند ما يتحدث عن الجزاء والعطاء الإلهي الذي سيناله المؤمنونالصالحون يؤكّد على النعم المادية، و لايتطرق إلى النواحي المعنوية، لأن الجملةأعلاه- أي: رضوان من اللّه أكبر- ذكرت أنرضوان اللّه أكبر من كل النعم، خاصّة وأنّها وردت بصيغة النكرة، و هي تدل على أنقسما من رضوان اللّه أفضل من كل النعمالمادية الموجودة في الجنّة، و هذا يبيّنالقيمة السامية لهذا العطاء المعنوي.إن الدليل على أفضلية الجزاء المعنويواضح أيضا، لأنّ الروح في الواقع بمثابة(الجوهر) و الجسم بمكان (الصدف)، فالروحكالآمر و القائد، و الجسم كالجندي المطيعو المنفذ، فالتكامل الروحي هو الهدف، والجسم وسيلة و لهذا السبب فإن إشعاعاتالروح و آفاقها أوسع من الجسم و اللذائذالروحية لا يمكن قياسها و مقارنتهاباللذائذ المادية و الجسمية، كما أنالآلام الروحية أشدّ ألما من الآلامالجسمية.و في نهاية أشارت الآية إلى جميع هذهالنّعم المادية و المعنوية، و عبرت عنهابأنّ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.