امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنيقسما باللّه- في المسجد عند المنبر-أنّهما لا يكذبان، فاقتربا من المنبر فيالمسجد و أقسما، إلّا أن عامرا دعا بعدالقسم و قال: اللّهم أنزل على نبيّك آيةتعرّف الصادق، فأمّن النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم و المسلمون على دعائه.فنزل جبرئيل بهذه الآية، فلمّا بلغ قولهتعالى: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراًلَهُمْ قال جلاس: يا رسول اللّه، إنّ اللّهاقترح عليّ التوبة، و إنّي قد ندمت على ماكان منّي، و أتوب منه، فقبل النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم توبته.و كما أشرنا سابقا فقد ذكر أن جماعة منالمنافقين صمموا على قتل النّبي الأكرمصلّى الله عليه وآله وسلّم في طريق عودتهمن غزوة تبوك، فلمّا وصل إلى العقبة نفروابعيره ليسقط في الوادي، إلّا أنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم قد أطلع بنورالوحي على هذه النّية الخبيثة، فرد كيدهمفي نحورهم و أبطل مكرهم. و كان زمام الناقةبيد عمار يقودها، و كان حذيفة يسوقهالتكون الناقة في مأمن تام، و أمر النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم المسلمين أنيسلكوا طريقا آخر حتى لا يخفي المنافقونأنفسهم بين المسلمين و ينفّذوا خطتهم.و لما وصل إلى سمع النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم وقع أقدام هؤلاء أو حوافرخيولهم أمر بعض أصحابه أن يدفعوهم ويبعدوهم، و كان عدد هؤلاء المنافقين اثنيعشر أو خمسة عشر رجلا، و كان بعضهم قد أخفىوجهه، فلمّا رأوا أن الوضع لا يساعدهم علىتنفيذ ما اتفقوا تواروا عن الأنظار، إلّاأن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمعرفهم و ذكر أسماءهم واحدا واحدا لبعضأصحابه «1».لكن الآية- كما سنرى- تشير إلى خطتين وبرنامجين للمنافقين: إحداهما:أقوال هؤلاء السيئة. و الأخرى: المؤامرة والخطة التي أحبطت، و على هذا الأساس فإنانعتقد أن كلا سببي النزول صحيحان معا.