امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الجملة الأخرى تبيّن واقع المنافقينالقبيح و نكرانهم للجميل فتقول الآية: إنّهؤلاء لم يروا من النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم أي خلاف أو أذى، و لم يتضرروابأي شيء نتيجة للتشريع الإسلامي، بل علىالعكس، فإنّهم قد تمتعوا في ظل حكمالإسلام بمختلف النعم المادية و المعنويةوَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُاللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ «1» وهذه قمة اللؤم.و لا شك أنّ إغناءهم و تأمين حاجاتهم في ظلرحمة اللّه و فضله و كذلك بجهود النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم لا يستحق أنينقم من جرائه هؤلاء المنافقون، بل إنّحقّه الشكر و الثناء، إلّا أنّ هؤلاءاللؤماء المنكرين للجميل و المنحرفيالسيرة و السلوك قابلوا الإحسان بالإساءة.و مثل هذا التعبير الجميل يستعمل كثيرا فيالمحادثات و المقالات، فمثلا نقول للذيأنعمنا عليه سنين طويلة و قابل إحساننابالخيانة: إنّ ذنبنا و تقصيرنا الوحيدأنّنا آويناك و دافعنا عنك و قدّمنا لكمنتهى المحبّة على طبق الإخلاص.غير أنّ القرآن- كعادته- رغم هذه الأعماللم يغلق الأبواب بوجه هؤلاء، بل فتح بابالتوبة و الرجوع إلى الحق على مصراعيه إنأرادوا ذلك، فقال: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُخَيْراً لَهُمْ. و هذه علامة واقعيةالإسلام و اهتمامه بمسألة التربية، ومعارضته لاستخدام الشدّة في غير محلّها وهكذا فتح باب التوبة حتى بوجه المنافقينالذين طالما كادوا للإسلام و تآمروا علىنبيّه و حاكوا الدسائس و التهم ضده، بلإنّه دعاهم إلى التوبة أيضا.هذه في الحقيقة هي الصورة الواقعيةللإسلام، فما أظلم هؤلاء الذين يرمون