امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
تختص بمنافقي عصر النبوة، بل هي مشتركةبين منافقي كل العصور و الأزمنة، فإنّهؤلاء يسعون بسوء ظنهم و دناءة سريرتهم أنيقللوا من أهمية أعمال الخير بأساليبمختلفة، و إماتة الحوافز الخيّرة في الناسو السخرية و الاستهزاء، و الاستهانةبأعمال الفقراء المخلصة و الخالية من كلشائبة، و تحطيم شخصية هؤلاء، كل ذلك من أجلإطفاء جذوة الخير في المجتمع لينالوا مايطمحون إليه من الشر و الفساد.إلّا أنّ الواجب على المسلمين الواعين فيكل عصر و زمن أن ينتبهوا إلى أهدافالمنافقين و خططهم، و أن يشمروا الساعد ويحثوا السير في الاتجاه المضاد لعملهؤلاء، فيدعون الناس إلى عمل الخير، ويوقرون و يعظمون العمل الصغير إذا صدر منالفقراء، و يكبرون فيهم تلك النفوس التيلم تقصّر عن خدمة الإسلام حسب طاقتهم، و عنهذا الطريق سيشجعون الصغير و الكبير علىالاستمرار في هذه الأعمال، بل و يكثرونمنها إذا قدروا، و كذلك عليهم أن يبينوالهم خطط المنافقين الهدامة في سبيلتحطيمهم، فإذا عرفها المجتمع فسوف لا تؤثرفيه دعاياهم و سمومهم، و عندها سيستمر فيطريق الخير و خدمة الدين الحنيف و تثبيتهذه العقيدة التي اختارها.3- ليس المراد من جملة سَخِرَ اللَّهُمِنْهُمْ أنّ اللّه سيعمل أعمالا تشابهأعمالهم، بل المراد- كما قاله المفسّرون-أنّ اللّه سبحانه تعالى سيجازيهم على ماعملوا من الأعمال السيئة، أو أنّه تعالىسيحقرهم كما حقروا عباده و سخروا منهم.4- لا شك أنّ عدد السبعين الوارد في الآيةيدل على الكثرة لا على نفس العدد، و بعبارةأخرى: إن معنى الآية، أنّك مهما استغفرتلهؤلاء فلن يغفر اللّه لهم، تماما كمايقول شخص لآخر: إذا أصررت و كررت قولك مائةمرّة فلن أقبل منك، و لا يعني هذا أنّه لوكرر قوله مائة مرّة و زاد واحدة فسوف يقبلقوله، بل المراد أن قوله سوف لن يقبل مطلقامهما كرره.