امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و تعذروا بأعذار واهية كبيت العنكبوت، وفرحوا بالسلامة و الجلوس في البيت بدلالمخاطرة بأنفسهم و الاشتراك في الحرب رغمأنّها مخالفة لأوامر اللّه و رسوله:فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْخِلافَ رَسُولِ اللَّهِ و بدل أن يضعوا كلوجودهم و إمكاناتهم في سبيل اللّه لينالواافتخار الجهاد و عنوان المجاهدين، فإنّهمامتنعوا وَ كَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوابِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِيسَبِيلِ اللَّهِ.

إلّا أنّ هؤلاء النفر لم يكتفوا بتخلفهم وتركهم لهذا الواجب المهم، بل إنّهم سعوافي تحذيل الناس عن الجهاد بوساوسهمالشّيطانية و محاولة إخماد جذوة الحماسةالملتهبة في صدور المسلمين و تشبثالمنافقون بكل عذر يمكن أن يحقق الهدف حتىو لو كان العذر الحرّ!! وَ قالُوا لاتَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ. و في الحقيقةإنّ هؤلاء كانوا يطمعون في أضعاف إرادةالمسلمين، و من جهة أخرى كانوا يحاولونسحب أكبر عدد ممكن إلى مستنقع رذيلتهم،حتى لا ينفردوا بالجرم.

ثمّ تتغير وجهة الخطاب إلى النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم، فيأمره اللّهسبحانه و تعالى أن يجيبهم بلهجة شديدة وأسلوب قاطع: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّحَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ. لكنّهمللأسف لضعف إيمانهم، و عدم الإدراك الكافيلا يعلمون آية نار تنتظرهم، فشرارة واحدةمن تلك النّار أشدّ حرارة من جميع نيرانالدّنيا و أشدّ حرقة و ألما.

و تشير الآية الثّانية إلى أنّ هؤلاء قدظنوا بأنّهم قد حققوا نصرا بتخلفهم وتخذيلهم المسلمين و صرف أنظارهم عن مسألةالجهاد، و ضحكوا لذلك و قهقهوا بمل‏ءأفواههم، و هذا هو حال المنافقين في كل عصرو زمن، إلّا أنّ القرآن حذّرهم من مغبةأعمالهم فقال: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًاوَ لْيَبْكُوا كَثِيراً.

نعم، ليبكوا على مستقبلهم المظلم ليبكواعلى العذاب الأليم الذي ينتظرهم ليبكواعلى أنّهم أعلقوا كل أبواب العودةبوجوههم، و أخيرا ليبكوا على ما أنفقوا منقوتهم و قدراتهم و عمرهم الثّمين، واشتروا به الخزي و الفضيحة و سوء العاقبة وتعاسة الحظ.

/ 584