امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
على العكس تماما، فإنّ هذه الأموال والأولاد ليست لسعادتهم، بل إِنَّمايُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهافِي الدُّنْيا وَ تَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْوَ هُمْ كافِرُونَ.
إنّ هذه الآية- كنظيرتها التي مرّت في هذهالسورة، و هي الآية 55- تشير إلى حقيقة، و هيأن هذه الإمكانيات و القدرات الاقتصادية والقوى الإنسانية للاشخاص الفاسدين ليستغير نافعة لهم فحسب، بل هي- غالبا- سببلابتلائهم و تعاستهم، لأنّ أشخاصا كهؤلاءلا هم يصرفون أموالهم في مواردها الصحيحةليستفيدوا منها الفائدة البناءة، و لايتمتعون بأبناء صالحين كي يكونوا قرة عينلهم و معتمدهم في حياتهم. بل إنّ أموالهمتصرف غالبا في طريق الشهوات و المعاصي ونشر الفساد و تحكيم أعمدة الظلم والطغيان، و هي السبب في غفلتهم عن اللّهسبحانه و تعالى، و كذلك أولادهم في خدمةالظلمة و الفاسدين، و مبتلين بمختلفالانحرافات الأخلاقية، و بذلك سيكونونسببا في تراكم البلايا و المصائب.
غاية الأمر إنّ الذين يظنون أن الأصل فيسعادة الإنسان هو الثروة و القوة البشريةفقط، أمّا كيفية صرف هذه الثروة و القوّةفليس بذلك الأمر المهم، تكون لوحة حياتهممفرحة و مبهجة ظاهرا، إلّا أنّنا لواقتربنا منها و اطلعنا على دقائقها، وعلمنا أنّ الأساس في سعادة الإنسان هوكيفية الاستفادة من هذه الإمكانيات والقدرات لعلمنا أنّ هؤلاء ليسوا سعداءمطلقا.
و هنا يجب الانتباه لمسألتين:
1- لقد وردت في سبب نزول الآية الأولىروايات متعددة لا تخلو من الاختلاف.
فيستفاد من بعض الرّوايات، أنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم لما مات عبداللّه بن أبي- المنافق المشهور- صلى عليه،و وقف على قبره و دعا له، بل لفّه بقميصهليكون كفنا له،