امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أعمالهم المعاكسة تماما لعاقبة أولئك.فهي تقول: لكِنِ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَآمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْوَ أَنْفُسِهِمْ فكانت عاقبتهم أنيتمتعوا بكل الخيرات و السعادة و اللذائذالمادية و المعنوية في الدنيا و الآخرة وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَ أُولئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ.كلمة (الخيرات) صيغة جمع محلّى بالألف واللام، و من ذلك يستفاد عموميتها، فهيتعبير جامع لكل توفيق و خير و نصر و موهبة،و هي تشمل المادية منها و المعنوية.كما أن تعبير هاتين الجملتين- حسب القواعدالتي قررت في المعاني و البيان- يدل علىالحصر، أي أن هذا التعبير يدل على أن(المخلصين) وحدهم يمثلون هذا الجانبالمقابل، و يدل على أنّ هؤلاء وحدهم الذينيستحقون كل خير و سعادة، هؤلاء الذينيجاهدون بكل وجودهم و بكل ما يمتلكون.و يستفاد بوضوح من هذه الآية أن «الإيمان»و «الجهاد» إذا اتحدا في شخص، فسيصحبهماكل خير و بركة، و لا سبيل إلى الفلاح والإخلاص، أو إلى شيء من الخيرات والبركات المادية و المعنوية إلّا في ظلهذين العاملين.و هناك نقطة أخرى تستحق التنبيه لها، و هيأنّنا نستفيد من خلال مقارنة صفات هاتينالمجموعتين أنّ المنافقين- لفقدانهمالإيمان، و تلوثهم المضاعف بالمعاصي والذنوب- أفراد جاهلون، لذلك فهم محرومونمن (علو الهمة) التي هي وليدة الفهم والشعور و الوعي، فهم يرضون أن يكونوا معالقاعدين من المرضى و الصبيان، و يأبونالحضور في سوح الجهاد رغم افتخاراته وامتيازاته.أمّا في المقابل، فإنّ المؤمنين قد اتضحتلهم الأمور و أدركوا عواقبها فعلت همتهمبحيث رأوا أن الجهاد هو الطريق الوحيدللانتصار على المشاكل التي تعترضهم،فسعوا إليه بكل وجودهم و قدراتهم.إن هذا الدرس الكبير هو الذي علمنا القرآنإياه في كثير من آياته، و مع ذلك