امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَاانْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواعَنْهُمْ.

في الحقيقة، إنّ هؤلاء يطرقون كل بابليردّوا منه، فتارة يريدون إثبات براءتهمو عدم تقصيرهم بالاعتذار، و تارة يعترقونبالتقصير ثمّ يطلبون العفو عن ذلكالتقصير، إذ ربّما استطاعوا عن إحدى هذهالطرق النفوذ إلى قلوبكم، لكن لا تتأثروابأي أسلوب من هذه الأساليب، بل إذا جاؤوكمليعتذروا إليكم فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ.

إنّ هؤلاء يطلبون منكم أن تعرضوا عنأفعالهم، أي أن تصفحوا عنهم، لكنكم يجب أنتعرضوا عنهم، لكن لا بالصفح و العفو، بلبالتكذيب و الإنكار عليهم، و هذانالتعبيران المتشابهان لفظا لهما معنيانمتضادان تماما، و لهما هنا من جمالالتعبير و جزالته و بيانه ما لا يخفى علىأهل الذوق و البلاغة.

و لتأكيد المطلب و توضيحه و بيان دليلةعقّبت الآية بأن السبب في الاعراض هؤلاءإِنَّهُمْ رِجْسٌ، و لأنّهم كذلك فإنّمصيرهم وَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ لأنّالجنّة أعدت للمتقين الذين يعملونالصالحات، و ليس فيها موضع للأرجاسالملوّثين بالمعاصي. إن كل العواقب السيئةالتي سيلقونها إنما يرونها جَزاءً بِماكانُوا يَكْسِبُونَ.

في الآية الأخيرة التي نبحثها هنا إشارةإلى يمين أخرى من أيمان هؤلاء، الهدف منهاجلب رضى المسلمين يَحْلِفُونَ لَكُمْلِتَرْضَوْا عَنْهُمْ.

الفرق بين اليمين في هذه الآية و اليمينفي الآية السابقة، أنّ المنافقين في الآيةالسابقة أرادوا تهدئة خواطر المؤمنين فيالواقع العملي أمّا اليمين التي في هذهفإنّها تشير إلى أنّ المنافقين أرادوا منالمؤمنين مضافا إلى سكوتهم العملي إظهارالرضا القلبي عنهم.

الملفت للنظر هنا أن اللّه تعالى لم يقل:لا ترضوا عنهم، بل عبّر سبحانه بتعبير تشممنه رائحة التهديد، إذ تقول عزّ و جلّ:فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّاللَّهَ لا يَرْضى‏ عَنِ‏

/ 584