امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الناجين، أمّا الصحابة فلم يشترط عليهمهذا الشرط) «1».إلّا أنّ هذا الادعاء لا يمكن قبوله، و هومردود بأدلة كثيرة:أوّلا: إن الحكم المذكور في الآية يشملالتابعين أيضا، و المقصود من التابعين-كما أشرنا سابقا- كل الذين يتبعونالمهاجرين و الأنصار السابقين فيمعتقداتهم و أهدافهم و برامجهم، و على هذافإنّ كل الأمّة بدون استثناء ناجية.و أمّا ما ورد في حديث محمّد بن كعب، منأنّ اللّه سبحانه و تعالى قد ذكر قيدالإحسان في التابعين، أي أتباع الصحابة فيأعمالهم الحسنة، لا في ذنوبهم، فهو أعجبالبحوث و أغربها، لأنّ مفهوم ذلك إضافةالفرع إلى الأصل، فعند ما يكون شرط نجاةالتابعين أن يتبعوا الصحابة في أعمالهمالحسنة، فاشتراط هذا الشرط على الصحابةأنفسهم يكون بطريق أولى.و بتعبير آخر فإنّ اللّه تعالى يبيّن فيالآية أن رضاه يشمل كل المهاجرين والأنصار السابقين الذين كانت لهم برامج وأهداف صالحة، و كل التابعين لهم، لا أنّهقد رضي عن المهاجرين و الأنصار، الصالحمنهم و الطالح، أمّا التابعون فإنّه يرضىعنهم بشرط.ثانيا: إنّ هذا الموضوع لا يناسب الدليلالعقلي بأي وجه من الوجوه، لأنّ العقل لايعطي أي امتياز لأصحاب النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فما الفرق بين أبي جهل وأمثاله، و بين من آمنوا أوّلا ثمّ انحرفواعن الدين؟و لماذا لا تشمل رحمة الباري و الرضوانالإلهي الأشخاص الذين جاؤوا بعد النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم بسنوات و قرون،و لم تكن تضحياتهم و جهادهم أقل ممّا عملهأصحاب النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم،بل قد امتازوا بأنهم لم يروا نبي الإسلامصلّى الله عليه وآله وسلّم، لكنّهم عرفوهو آمنوا به؟إنّ القرآن الذي يقول: إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْكيف يرضى هذا التبعيض و التفرقة غيرالمنطقية؟