امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إنّ القرآن الذي يلعن الظالمين والفاسقين في آياته المختلفة، و يعدهم ممّناستوجب العقاب و العذاب الإلهي، كيف يوافقو يقرّ هذه الصيانة غير المنطقية للصحابةفي مقابل الجزاء الإلهي؟! هل إنّ مثل هذهاللعنات و التهديدات القرآنية قابلةللاستثناء، و أن يخرج من دائرتها قوممعينون؟ لماذا و لأجل أي شي؟! و إذاتجاوزنا عن كل ذلك، ألا يعتبر مثل هذاالحكم بمثابة إعطاء الضوء الأخضر للصحابةليرتكبوا من الذنب و الجريمة ما يحلو لهم؟ثالثا: إنّ هذا الحكم لا يناسب المتونالتأريخية الإسلامية، لأنّ كثيرا ممّنكان في صفوف المهاجرين و الأنصار قد انحرفعن طريق الحق، و تعرض لغضب الرّسول صلّىالله عليه وآله وسلّم الملازم لغضب اللّهعزّ و جلّ. ألم نقرأ في الآيات السابقةقصّة ثعلبة بن حاطب الأنصاري، و كيف انحرفو أصبح مورد لعنة و غضب رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم؟! و نقول بصورة أوضح:إذا كان مقصود هؤلاء أنّ أصحاب النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم لم يرتكبوا أيمعصية، و كانوا معصومين، فهذا من قبيلإنكار البديهيات.و إن كان مقصودهم أنّ هؤلاء قد ارتكبواالمعاصي، و عملوا المخالفات، إلّا أنّاللّه تعالى راض عنهم رغم ذلك، فإنّ معنىذلك أن اللّه سبحانه قد رضي بالمعصية! منيستطيع أن يبرئ ساحة طلحة و الزبير اللذينكانا في البداية من خواص أصحاب النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و كذلك عائشةزوجة النّبي الأكرم صلّى الله عليه وآلهوسلّم من دماء سبعة عشر ألف مسلم أريقتدماؤهم في حرب الجمل؟ هل أنّ اللّه عزّ وجلّ كان راضيا عن إراقة هذه الدماء؟! هلإنّ مخالفة علي عليه السّلام خليفة رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي إذالم نقبل النّص على خلافته فرضا، فعلىالأقل كان قد انتخب بإجماع الأمّة- و شهرالسلاح بوجهه و بوجه أصحابه الأوفياءشيء يرضى اللّه عنه؟في الحقيقة، إنّ أنصار نظرية (تنزيهالصحابة) بإصرارهم على هذا المطلب