امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُالتَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ. و لا ينحصرالأمر بتوقّف قبول التوبة على قبول اللّهلها، بل إنّه تعالى هو الّذي يأخذ الزكاة والصدقات الأخرى التي يعطيها العباد تقرباإليه، أو تكفيرا لذنوبهم: وَ يَأْخُذُالصَّدَقاتِ.لا شكّ في أنّ الذي يأخذ الزكاة هو النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم أو الإمامالمعصوم عليه السّلام أو خليفة المسلمين وقائدهم، أو الأفراد المستحقون، و في كلّهذه الأحوال فإنّ اللّه تبارك و تعالى لايأخذ الصدقات ظاهرا، و لكن لمّا كانت يدالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والنّواب الحقيقيين يد اللّه سبحانه-لأنّهم خلفاء اللّه و وكلاؤه- قالت الآية:إنّ اللّه يأخذ الصدقات. و كذلك العبادالمحتاجون، فإنّهم يأمر اللّه يأخذون مثلهذه المساعدات، و هم في الحقيقة وكلاءاللّه، و على هذا فإنّ يدهم يد اللّه أيضا.إنّ هذا التعبير من ألطف التعبيرات التيتجسّد عظمة هذا الحكم الإسلامي- أي الزكاة-فبالرغم من ترغيب كلّ المسلمين و دعوتهمإلى القيام بهذه الوظيفة الإلهيةالكبيرة، فإنّها تحذرهم بشدّة و تأمرهمبأن يراعوا الآداب الإسلامية و يتقيّدواباحترام من يؤدونها إليه، لأنّ من يأخذهاهو اللّه عزّ و جلّ، و إنّما حذرتهم حتى لايتصور بعض الجهال، أنّه لا مانع من تحقيرالمحتاجين، أو إعطائه الزكاة بشكل يؤديإلى تحطيم شخصية آخذ الزكاة، بل بالعكسعليهم أن يؤدوها بكلّ أدب و خضوع، كما يوصلالعبد شيئا إلى مولاه.ففي رواية عن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «إنّ الصدقة تقع في يد اللّه قبل أنتصل إلى يد السائل» «1»!و في حديث آخر عن الإمام السّجاد عليهالسّلام: «إنّ الصدقة لا تقع في يد العبدحتى تقع في يد الرّب» «2».بل إنّ رواية صرّحت بأنّ كلّ أعمال ابنآدم تتلقاها الملائكة إلّا الصدقة،فإنّها