امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
عن طريق غير طبيعي، بل عن طريق التعليمالإلهي.ثانيا: إنّ آخر الآية يقول:فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ و لا شك أنّ هذه الجملة تشملكل أعمال البشر- العلنية منها و المخفية- وظاهر تعبير الآية أنّ المقصود من العملالوارد في أولها و آخرها واحد، و على هذافإن أول الآية يشمل أيضا كل الأعمال-الظاهرة منها و الباطنة- و لا شك أنّالوقوف عليها كاملا لا يمكن بالطرقالمعروفة الطبيعية.و بتعبير آخر، فإنّ نهاية الآية تتحدث عنجزاء جميع الأعمال، و كذلك تبحث بدايةالآية علم اللّه و رسوله و المؤمنين بكلالأعمال، فهنا مرحلتان: إحداهما:مرحلة الاطلاع و العلم، و الأخرى: مرحلةالجزاء، و الموضوع واحد في المرحلتين.ثالثا: إنّ ضميمة المؤمنين في الآية إلىاللّه و رسوله يصح في صورة يكون المقصودفيها كل الأعمال و بطرق غير الطبيعية، وإلّا فإنّ الأعمال العلنية يراهاالمؤمنون و غير المؤمنين على السواء، و منهنا تتّضح مسألة أخرى بصورة ضمنية، و هيأنّ المقصود من المؤمنين في الآية- كما وردفي الرّوايات الكثيرة أيضا- ليس جميعالمؤمنين، بل فئة خاصّة منهم، و هم الذينيطلعون على الأسرار الغيبية بإذن اللّهتعالى، و نعني بهم خلفاء النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم الحقيقيين.و المسألة الأخرى التي يجب الانتباه لهاهنا، و هي- كما أشرنا سابقا- أنّ مسألة عرضالأعمال لها أثر عظيم على المعتقدين بها،فإنّي إذا علمت أنّ اللّه الموجود في كلمكان معي، و بالإضافة إلى ذلك فإنّ نبييصلّى الله عليه وآله وسلّم و أئمّتي عليهمالسّلام يطلعون على كل أعمالي، الحسنة والسيئة في يوم كل يوم، أو في كل أسبوع، فلاشك أنّي سأكون أكثر مراقبة و رعاية لمايبدر منّي من أعمال، و أحاول تجنب السيئةمنها ما أمكن، تماما كما لو علم العاملونفي مؤسسة ما بأنّ تقريرا يوميا أوأسبوعيا، تسجل فيه جزئيات أعمالهم، يرفعإلى المسؤولين ليطلعوا على دقائق أعمالهم.