و هنا يطرح سؤال مهم قلمّا بحثه المفسّرونبصورة وافية، و هو ما الفرق بين هذه الفئة،و الفئة التي مرّ بيان حالتها في الآية (102)من هذه السورة؟ فإنّ كلا الجماعتين كانوامن المذنبين، و كلا المجموعتين تابوا،لأنّ المجموعة الأولى اعترفوا بذنوبهم، وأظهروا الندم عليها، و المجموعة الثّانيةتستفاد توبتهم من قوله تعالى: وَ إِمَّايَتُوبُ عَلَيْهِمْ. و كذلك فإنّ كلاالفئتين ينتظر أفرادها الرحمة الإلهية ويعيشون حالة الخوف و الرجاء.و للجواب على هذا السؤال نقول: إنّه يمكنالتفرقة بين هاتين الطائفتين عن طريقين:1- إنّ الطائفة الأولى تابوا بسرعة، وأظهروا ندمهم بصورة واضحة، فمثلا نرى أبالبابة قد أوثق نفسه بعمود المسجد، وبعبارة موجزة: إنّ هؤلاء أعلنوا ندمهم