امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
طائفة الخزرج.و عند ما هاجر النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم إلى المدينة و احتضنه المسلمون ونصروه و بعد انتصار المسلمين على المشركينفي معركة بدر، رأى أبو عامر- الذي كان يومامن المبشرين بظهور النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم- أنّ الناس قد انفضوا من حوله،و بقي وحيدا، و عند ذلك قرر محاربةالإسلام، فهرب من المدينة إلى كفار مكّة،و استمد منهم القوّة لمحاربة النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم، و دعا قبائل العربلذلك فكان ينفذ و يقود جزءا من مخططاتمعركة أحد، و هو الذي أمر بحفر الحفر بينالصفين و التي سقط النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم في أحدها فجرحت جبهته و كسرترباعيته.فلمّا انتهت غزوة أحد بكل ما واجهالمسلمون فيها من مشاكل و نوائب، دوى صوتالإسلام أكثر من ذي قبل، و عمّ كل الأرجاء،فهرب أبو عامر من المدينة و ذهب إلى هرقلملك الروم ليستعين به قتال النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم، و ليرجع إلىالمسلمين و يقاتلهم في جحفل لجب و جيشعظيم.و يلزم هنا أن نذكر هذه النقطة، و هي أنّالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لما رأىصدر منه من التحريض و الدعوة لقتالالمسلمين و نبيّهم سمّاه (فاسقا).يقول البعض: إنّ الموت لم يمهله حتى يطلعهرقل على نواياه و مشاريعه، إلّا أنّالبعض الآخر يقول: إنّه اتصل بهرقل و تحمسلوعوده! على كل حال، فإنّه قبل أن يموتأرسل رسالة إلى منافقي المدينة يبشرهمفيها بالجيش الذي سيصل لمساعدتهم، و أكّدعليهم بالخصوص على أن يبنوا له مركزا ومقرّا في المدينة ليكون منطلقا لنشاطاتالمستقبل.و لما كان بناء مثل هذا المقر، و باسمأعداء الإسلام غير ممكن عمليا، رأىالمنافقون أن يبنوا هذا المقر تحت غطاءالمسجد، و بعنوان مساعدة المرضى والعاجزين.و أخيرا تمّ بناء المسجد، و يقال أنّهماختاروا شابا عارفا بالقرآن من بين