امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلىتَقْوى مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٍ خَيْرٌأَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفاجُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِجَهَنَّمَ.«بنيان» مصدر بمعنى اسم مفعول، و يعنيالمبنى، و (شفا) بمعنى حافة الشيء و طرفه،و (جرف) بمعنى حافة النهر أو حافة البئرالتي جرف الماء ما تحتها. و (هار) بمعنىالشخص أو البناء المتصدع المشرف علىالسقوط، أو هو في حال السقوط.إن التشبيه الوارد أعلاه يعطي صورة فيمنتهى الوضوح عن عدم ثبات أعمال المنافقينو تزلزلها، و في المقابل استحكام و دوامأعمال المؤمنين و نشاطاتهم و برامجهم، فهويشبه المؤمنين بمن أراد أن يبني بناء،فإنّه ينتخب الأرض الجيدة القوية التيتتحمل البناء، و مختار من مواد البناءالأولية ما كان جيدا.أمّا المنافقون فإنّه يشبّههم بمن يبنيبيته على حافة النهر- و مثل هذه الأرضجوفاء- لأن جريان الماء قد نخرها، وبالتالي فهي عرضة للسقوط في أي لحظة، وكذلك النفاق، فإنّ ظاهره حسن لكنّه عديمالمحتوى كالبناية الجميلة ذات الأساسالنخر.إنّ هذه البناية يمكن أن تنهار في آيةلحظة، و مذهب أهل النفاق أيضا يمكن أن يظهرواقع أتباعه و باطنهم، و بالتالي فضيحتهمو خزيهم.إنّ التقوى و السعي في مرضاة اللّه تباركو تعالى يعني التعامل مع الواقع، و السيروفقا لقوانين الخلقة و هي بدون شك عاملالبقاء و الثبات.أمّا النفاق فإنّه يعني الانفصال عنالواقع و الابتعاد عن قوانين الوجود، وهذا بلا شك هو عامل الزوال و الفناء.و من هنا، فإنّ المنافقين يظلمون أنفسهم ويظلمون المجتمع أيضا و لذلك فإنّ الآيةاختتمت بقوله: وَ اللَّهُ لا يَهْدِيالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. و كما قلنامرارا، فإنّ الهداية الإلهية تعني تهيئةالمقدمات للوصول إلى الغاية، و هي تشمل-فقط- أولئك الذين لديهم الاستعداد لتقبلهذه الهداية و يستحقونها، أمّا الظالمونالفاقدون لمثل هذا الاستعداد فسوف لايشملهم هذا اللطف مطلقا، لأنّ اللّه حكيم،و مشيئته و إرادته