امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
المسلم هو الذي يعرف المنافق و أساليبالنفاق في كل زمان، و في كل مكان، و بأيلباس تلبس، و بأي صورة يظهر بها، حتى و لوكانت صورة الدين و المذهب، أو لباس مناصرةالحق و القرآن و المساجد.إنّ الاستفادة من مذهب ضد مذهب آخر ليسشيئا جديدا، بل هو طريق الاستعمار وأسلوبه على الدوام، فإنّ وسيلة الجبارين والمنافقين و أسلوبهم في العمل هو الوقوفعلى رغبة الناس في مسألة ما، و استغلال تلكالرغبة في سبيل إغفالهم و بالتالياستعمارهم، و يستعينون بقدرات مذهب ما فيضرب و هدم مذهب آخر إن استدعى الأمر ذلك.و أساسا فإنّ جعل الأنبياء المزورين والمذاهب الباطلة، هو تحوير الميولالمذهبية للناس عن هذا الطريق و صبّها فيالقنوات التي يريدونها و يديرونها.و من البديهي أنّ محاربة الإسلام بصورةعلنية في محيط كمحيط المدينة، و ذلك في عصرالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، و معذلك النفوذ الخارق للإسلام و القرآن، أمرغير ممكن، بل يجب إلباس الكفر لباس الدين،و تغليف الباطل بغلاف الحق لجذب البسطاء والسذج من الناس.إلّا أنّ المسلم الحقيقي ليس سطحيا إلىتلك الدرجة بحيث يخدع بهذه الظواهر، بلإنّه يدقق في العوامل و الأيادي التي وضعتهذه البرامج، و يحقق القرائن الأخرى التيلها علاقة البرامج و ماهيتها، و بذلك سيرىالصورة الباطنية للأفراد المختبئة خلفالصورة الظاهرية.المسلم ليس بذلك الفرد الذي يقبل كل دعوةتصدر من أي فم بمجرّد موافقتها الظاهريةللحق، و يلبي تلك الدعوة.المسلم ليس ذلك الشخص الذي يصافح كل يدتمد إليه، و يؤيد و يدعم كل حركة يشاهدهابمجرّد رفعها شعارا دينيا، أو يتعهدبالانضمام تحت أي لواء يرفع باسم المذاهبو الدين، أو ينجذب إلى كل بناء يشيد باسمالدين.