امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
مرّت عشرة أيّام على هذه الواقعة، و كانالهواء حارا محرقا، فحضر يوما عند زوجتيه،و كنّ قد هيأن خيمته، و أحضرن الطعاماللذيذ و الماء البارد، فتذكر فجأة النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم، و غاص في تفكيرعميق، و قال في نفسه: إنّ رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم الذي غفر اللّه له ماتقدم من ذنبه و ما تأخر، و ضمن له آخرته، قدحمل سلاحه على عاتقه و سار في الصحاريالمحرقة، و تحمل مشقّة هذا السفر، أمّاأبو خيثمة- يعني نفسه- فهو في ظل بارد،يتمتع بأنواع الأطعمة، و النساءالجميلات!! إنّ هذا ليس من الإنصاف.فالتفت إلى زوجاته و قال: أقسم باللّه أنلا أكلم إحداكن كلمة، و لا أستظل بهذهالخيمة حتى ألتحق بالنّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم. قال ذلك و حمل زاده و جرابه وركب بعيره و سار، و جهدت زوجتاه أن يكلمنهفلم يعبأ بهما و لم ينبس ببنت شفة، و واصلسيره حتى اقترب من تبوك.فقال المسلمون بعضهم لبعض: من هذا الراكبعلى الطريق؟،فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:«كن أبا خيثمة»فلمّا اقترب و عرفه الناس، قالوا: نعم، هوأبو خيثمة، فأناخ راحلته و سلّم علىالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، و حدثهبما جرى له، فرحبّ به النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، و دعا له.و بذلك فإنّه كان من جملة الذين مال قلبهمإلى الباطل، إلّا أنّ اللّه سبحانه وتعالى لما رأى استعداده الروحي أرجعه إلىالحق و ثبّت قدمه.و قد نقل سبب آخر لنزول الآية الثّانية،خلاصته:إنّ ثلاثة من المسلمين و هم: «كعب بن مالك»و «مرارة بن ربيع» و «و هلال بن أمية»،امتنعوا من المسير مع النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم و الاشتراك في غزوة تبوك،إلّا أن ذلك ليس لكونهم جزءا منالمنافقين، بل لكسلهم و تثاقلهم، فلم يمضزمان حتى ندموا.فلمّا رجع النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم من غزوة تبوك حضروا عنده و طلبوا منهالعفو عن