امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ونداؤه في جميع الدول المجاورة للجزيرةالعربية، و لم يكن أحد يعير للحجاز أهميةلغاية ذلك اليوم، فلما بزغ فجر الإسلام، وظهرت قوّة جيش النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم الذي وحّد الحجاز تحت راية واحدة،خاف هؤلاء من عاقبة الأمر.إنّ دولة الروم الشرقية المتاخمة للحجاز،كانت تحتمل أن تكون من أوائل ضحايا تقدمالإسلام السريع، لذلك فقد جهزت جيشا قوامهأربعون ألف مقاتل، و كان مجهزا بالأسلحةالكافية التي كانت تمتلكها قوّة عظمىكإمبراطورية الروم، و استقر الجيش في حدودالحجاز، فوصل الخبر إلى مسامع النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم عن طريق المسافرين،فأراد النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمأن يلقن الروم و باقي جيرانه درسا يكون لهمعبرة.فلم يتأخر عن إصدار أمره بالتهيؤ والاستعداد للجهاد، و بعث الرسل الىالمناطق الأخرى يبلّغون المسلمين بأمرالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فلم يمضزمن حتى اجتمع لديه ثلاثون ألفا لقتالالروميين، و كان من بينهم عشرة آلاف راكب وعشرون ألف راجل.كان الهواء شديد الحّر، و قد فرغت المخازنمن المواد الغذائية، و المحصولاتالزراعية لتلك السنة لم تحصد و تجمع بعد،فكانت الحركة في مثل هذه الأوضاع بالنسبةللمسلمين صعبة جدّا، إلّا أنّ أمر اللّه ورسوله يقضي بالمسير في ظل أصعب الظروف و طيالصحاري الواسعة و المليئة بالمخاطر بينالمدينة و تبوك.إنّ هذا الجيش نتيجة للمشاكل الكثيرةالتي واجهها من الناحية الاقتصادية، والمسير الطويل، و الرياح السموم المحرقة،و عواصف الرمال الكاسحة، و عدم امتلاكالوسائل الكافية للنقل، قد عرف بـ (جيشالعسرة)، و لكنّه تحمل جميع هذه المشاكل، ووصل إلى أرض تبوك في غرة شعبان من السنةالتاسعة للهجرة، و كان النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم قد خلف عليا عليه السّلاممكانه، و هي الغزوة الوحيدة التي لم يشاركفيها أمير المؤمنين عليه السّلام.إن قيام النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّمبإقامة علي عليه السّلام مكانه كان عملاضروريا و في محله، فإنّه