امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و أمّا ما قلناه من أنّ المبادرة إلىمجابهة العدو الأقرب هي الأهم و الأوجب.فإنّ أسبابه واضحة، و ذلك:أوّلا: إنّ خطر العدو القريب أكبر و أشد منالعدو البعيد.ثانيا: إنّ اطلاعنا و علمنا بالعدو القريبأكثر، و هذا من العوامل المساعدة والمقربة للنصر.ثالثا: إنّ التوجه لمحاربة العدو البعيدلا يخلو من خطورة اضافية، فالعدو القريبقد يستغل الفرصة و يحمل على الجيش منالخلف، أو يستغل خلو المقر الأصلي للإسلامفيهجم عليه.رابعا: إنّ الوسائل اللازمة و نفقاتمحاربة العدوّ القريب أقل و أبسط، والتسلط على ساحة الحرب في ظل ذلك أسهل.لهذه الأسباب و أسباب أخرى، فإنّ دفعالعدو الأقرب هو الأوجب و الأهم.و الجدير بالذكر أنّ هذه الآية لما نزلتكان الإسلام قد استولى على كل جزيرة العربتقريبا، و على هذا فإن أقرب عدو في ذلكاليوم ربّما كان أمبراطورية الرومالشرقية التي توجه المسلمون إلى تبوكلمحاربتها.و كذلك يجب أن لا ننسى أنّ هذه الآيةبالرغم من أنّها تتحدث عن العمل المسلح والبعد المكاني، إلّا أنّه ليس من المستبعدأن روح الآية حاكمة في الأعمال المنطقية والفواصل المعنوية، أي إنّ المسلمين عند مايعزمون على المجابهة المنطقية والإعلامية و التبليغية يجب أن يبدؤوا بمنيكون أقرب إلى المجتمع الإسلامي و أشدّخطرا عليه، فمثلا في عصرنا الحاضر نرى أنخطر الإلحاد و المادية يهدد كل المجتمعات،فيجب تقديم التصدّي لها على مواجهةالمذاهب الباطلة الأخرى، و هذا لا يعنينسيان هؤلاء، بل يجب إعطاء الأهمية القصوىللهجوم نحو الفئة الأخطر، و هكذا فيمواجهة الاستعمار الفكري و السياسي والاقتصادي التي تحوز الدرجة الأولى منالأهمية.