امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
فالبعض، كصاحب كتاب «القاموس»، اعتبرهامفردا، إلّا أن البعض الآخر كالزجّاجاعتبر الضياء جمعا للضوء، و قد قبل هذاالمعنى صاحبا تفسير «المنار» و تفسير«القرطبي»، و خاصّة صاحب المنار، حيثاستفاد على أساس هذا المعنى استفادة خاصّةمن الآية، فهو يقول: إن ذكر الضياء بصيغةالجمع في شأن نور الشمس إشارة إلى الشيءالذي أثبته العلم اليوم بعد قرون، و هو أنّنور الشمس مكون من سبعة أنوار، و بتعبيرآخر سبعة ألوان، هي الألوان التي تظهر فيقوس قزح، و تلاحظ عند مرور النور عبرالمناشير البلورية.و لكن يبقى هنا سؤال، و هو: هل أن نورالقمر، رغم أنّه أضعف، غير متكون منالألوان المختلفة؟3- هناك بحث و نقاش بين المفسّرين في أنّضمير قَدَّرَهُ مَنازِلَ يعود إلى القمرفقط، أم يرجع إلى الشمس و القمر؟ فالبعضيعتقد أن الضمير و إن كان مفردا، إلّا أنّهيعود إلى الإثنين معا، و نظير ذلك في الأدبالعربي غير قليل.اختيار هذا الرأي من أجل أن القمر ليسالوحيد الذي له منازل، بل إنّ للشمس أيضامنازل، ففي كل وقت تكون في برج خاص، والاختلاف في الأبراج هذا هو مبدأ التاريخو الأشهر الشمسية.و الحق أنّ ظاهر الآية يوحي بأنّ هذاالضمير المفرد يعود للقمر فقط، لقربه منه،و هذا بنفسه يحتوي على نكتة، ذلك:أوّلا: إنّ الأشهر التي عرفت في الإسلام والقرآن رسميا هي الأشهر القمرية.ثانيا: إنّ القمر كرة متحركة و لها منازل،أمّا الشمس فإنّها تقع في وسط المنظومةالشمسية، و ليس لها حركة ضمن مجموع هذهالمنظومة، و إنّ اختلاف الأبراج و مسيرالشمس في المدار الفلكي ذي الإثني عشربرجا، و الذي يبدأ من الحمل و ينتهيبالحوت، ليس بسبب حركة الشمس، بل بسببحركة الأرض حول الشمس، و دوران الأرض هذاهو السبب في أن نرى الشمس تقابل كل شهر