امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
حين أنّ المشركين كانوا قد جعلوا الأصنامشريكة للّه، لا شريكة أنفسهم.إنّ هذا التعبير في الحقيقة إشارة لطيفةإلى أن الأصنام لم تكن شريكة للّه، و أنأوهام و تخيلات عبدة الأوثان هي التيأعطتها هذا المقام، و هذا يشبه تماما ما لوعيّن المشرف على التعليم معلما أو مديراغير صالح لمدرسة ما، صدرت و منهما أعمالقبيحة و غير لائقة. فتقول للمشرف: تعال وانظر، هذا معلمك و هذا مديرك يرتكبان مثلهذه الأعمال، في حين أنّه ليس معلمه و لامديره، بل معلم المدرسة و مديرها الذياختارهما.ثمّ تضيف: أنّنا سوف نعزل هاتين الفئتين-أي العابدون و المعبودون- عن بعضهم البعض،و نسأل كلا منهما على انفراد، تماما كما هوالمتداول في كل المحاكم حيث يسأل كل واحدعلى انفراد، فنسأل العابدين: بأي دليلجعلتم هذه الأصنام شريكة للّه و عبدتموها؟و نسأل المعبودين: لماذا أصبحتم معبودين؟أو لماذا رضيتم بهذا العمل؟ فَزَيَّلْنابَيْنَهُمْ «1».في هذه الأثناء ينطق الشركاء الذينصنعتهم أوهام هؤلاء: وَ قالَ شُرَكاؤُهُمْما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ فأنتمفي الواقع كنتم تعبدون أهواءكم و ميولكم وأوهامكم، لا أنّكم كنتم تعبدوننا، و لوسلمّنا ذلك فإنّ عبادتكم لنا لم تكنبأمرنا و لا برضانا، و العبادة كهذه ليستبعبادة في الحقيقة.ثمّ، و من أجل التأكيد الأشد، يقولون:فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْعِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ «2».هناك بحث بين المفسّرين في المراد منالأصنام و الشركاء، أي معبودات هي؟و كيف أنّها تتكلم بهذا الكلام؟