امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
فالبعض احتمل أن يكون المراد منهاالمعبودات الإنسانية و الشيطانية، أو منالملائكة التي لها عقل و شعور و إدراك،إلّا أنّهم رغم ذلك لا يعلمون بأنّ فئةتعبدهم، أمّا لأنّهم يعبدونهم حالغيابهم، أو بعد موتهم، و على هذا فإنّ تكلمهؤلاء سيكون أمرا طبيعيا جدّا، و هذهالآية نظيرة الآية (41) من سورة سبأ، التيتقول: وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاًثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِإِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ.و الاحتمال الآخر الذي ذكره كثير منالمفسّرين، هو أن اللّه سبحانه يبعثالحياة و الشعور في الأصنام في ذلك اليومبحيث تستطيع إعادة الحقائق و ذكرها، والجملة أعلاه للأصنام التي دعاها اللّهسبحانه للشهادة، و أنّهم كانوا غافلين عنعبادة من يعبدهم، و بذلك تكون أكثر تناسبامع هذا المعنى، لأنّ الأصنام الحجرية والخشبية لا تفهم شيئا أصلا.و يمكن أن نحتمل في تفسير هذه الآية أنّهاتشمل كل المعبودات، غاية ما في الأمر أنالمعبودات التي لها عقل و شعور تعيدالحقائق و تذكرها بلسانها، أمّاالمعبودات التي لا عقل لها و لا شعور فإنّالكلام عن لسان حالها، و تتحدث عن طريقانعكاس آثار العمل، تماما كما نقول: إنّسيماءك تخبر عن سرك، و القرآن الكريميبيّن أيضا في الآية (21) من من سورة فصلت أنجلود الإنسان ستنطق يوم القيامة، و كذلكفي سورة الزلزلة يبيّن أنّ الأرض التي كانيسكنها الإنسان ستذكر الحقائق.إنّ هذه المسألة ليست صعبة التصور فيزماننا الحاضر، فإذا كان شريط أصم يسجل كلكلامنا و يعيده عند الحاجة، فلا عجب أنتعكس الأصنام أيضا واقع أعمال عابديها!.على كل حال، ففي ذلك اليوم و ذلك المكان وذلك الحال- كما يتحدث القرآن في آخر آية منآيات البحث- فإنّ كل إنسان سيختبر كلأعماله التي عملها سابقا و يرى نتيجتها،بل نفس أعماله، سواء العابدون و المعبودونالمضلون الذين كانوا