امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
يذكرها القرآن، و إذا كان هذا حالهم فكيفيطلب القرآن منهم الاعتراف به؟الثّاني: في الآية السابقة كان الكلام عناعتراف المشركين و إقرارهم، إلّا أنّ هذهالآية تأمر النّبي أن يقرّ هو بهذهالحقيقة، فلما ذا هذا الاختلاف فيالتعبير؟إلّا أنّ الانتباه إلى مسأله يوضح جوابكلا السؤالين، و هي: إنّ المشركين بالرغممن عدم اعتقادهم بالمعاد الجسماني، إلّاأنّ ذلك القدر الذي آمنوا به من أن بدايةالخلق كانت من اللّه كاف لتقبل المعاد والإعتقاد به، لأنّ كل من عمل عملا فيالبداية قادر على إعادته، و بناء على هذافإنّ الإعتقاد بالمبدإ إذا ما اقترنبشيء من الدقة كاف لإثبات المعاد. و منهنا يتّضح لماذا أقر النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم بهذه الحقيقة بدلا منالمشركين، فإنّه بالرغم من كون الإيمانبالمعاد من لوازم الإيمان بالمبدأ، إلّاأنّ هؤلاء لما لم يتوجهوا إلى هذهالملازمة، اختلف طراز التعبير و أقرالنّبي مكانهم.ثمّ تأمر الآية الأخرى النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم مرّة أخرى: قُلْ هَلْ مِنْشُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَىالْحَقِّ لأنّ المعبود يجب أن يكون هادياو مرشدا لعبادة، خاصّة و أنّها هداية نحوالحق، في حين أنّ آلهة المشركين، أعمّ منالجمادات أو الاحياء، غير قادرة أن تهديأحدا إلى الحق بدون الهداية الإلهية، لأنّالهداية إلى الحق تحتاج إلى منزلة العصمةو الصيانة من الخطأ و الاشتباه، و هذا لايمكن من دون هداية اللّه سبحانه و تسديده،و لذلك فإنّها تضيف مباشرة: قُلِ اللَّهُيَهْدِي لِلْحَقِّ و إذا كان الحال كذلكأَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّأَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لايَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى «1».و تقول الآية في النهاية بلهجة التوبيخ والتقريع و الملامة: فَما لَكُمْ كَيْفَتَحْكُمُونَ.و في آخر آية إشارة إلى المصدر الأساس والعامل الأصل لهذه الانحرافات و هوالأوهام و الظنون وَ ما يَتَّبِعُأَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّالظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّشَيْئاً و في