امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
يتبع كلّهم بدل أكثرهم، لأنّا نعلم أنّجميع المشركين شركاء في هذا الظن الباطل،حيث يعتقدون أنّ الأصنام آلهة بحق و تملكالنفع و الضرر و تشفع عند اللّه، و لهذافإنّ البعض اضطر إلى تفسير كلمة «أكثرهم»بأنّها تعني «جميعهم»، و ذهب أن هذهالكلمة جاءت أحيانا بهذا المعنى.إلّا أنّ هذا الجواب غير وجيه، و الأفضلأن نقول: إن المشركين صنفان: صنف يشكلالأكثرية، و هم الأفراد الخرافيونالجهلاء الذين وقعوا تحت تأثير الأفكارالخاطئة، و اختاروا الأصنام لعبادتها.أمّا القسم الثّاني، و هم الأقلية، فهمالزعماء و أئمّة الكفر الواعون لحقيقةالأمر و المطّلعون على عدم صحة عبادةالأصنام و أنّها لا أساس لها، و إلّا أنّهميدعون الناس لعبادتها حفظا لمصالحهم، ولهذا السبب فإنّ اللّه يجيب الصنف الأوّلفقط لأنّهم مؤهلين للهداية، أمّا الصنفالثّاني فلم يعبأ بهم مطلقا لأنّهم سلكواهذا الطريق عن علم و وعي.4- يعتبر جماعة من علماء الأصول هذه الآيةو أمثالها دليلا على أن الظن لا يمكن أنيكون حجة و سندا بأي وجه من الوجوه، و أنالأدلة القطعية هي الوحيدة التي يمكنالاعتماد عليها.إلّا أنّ جماعة أخرى يقولون: إنّنا نلاحظبين الادلة الفقهية أدلّة ظنية كثيرة،كحجية ظواهر الألفاظ، و شهادة الشاهدينالعدلين، أو خبر الواحد الثقة و أمثالذلك، و لذلك فإنّ الآية المذكورة دليل علىأنّ القاعدة الأصلية في مسألة الظن هي عدمحجيته، إلّا أنّ تثبت حجيته بالدليلالقطعي كالأمثلة أعلاه.إلّا أنّ الحق هو أنّ الآية أعلاه تتحدثعن الظنون و الأوهام التي لا أساس لها،كظنون و أوهام عبدة الأصنام فقط، و لاعلاقة لها بالظن الذي يمكن الاعتماد عليهو الموجود بين العقلاء، و بناء على هذافإنّ هذه الآية و أمثالها لا يمكنالاستناد إليها بأي وجه في مسألة عدم حجيةالظن. فتدبر جيدا.