امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
أنّهم طلبوا من النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم أن يأتي بغير هذا القرآن، أويغيره على الأقل، و هذا بنفسه دليل علىأنّهم كانوا يظنون أن القرآن من تأليفالنّبي! فالآية الأولى تقول: وَ ما كانَهذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْدُونِ اللَّهِ و اللطيف هنا أنّها بدل أنتنفي هذا الأمر نفيا بسيطا، نفته نفياشأنيا، و هذا يشبه تماما أن يقول شخص ما فيمقام الدفاع عن نفسه: ليس من شأني الكذب، وهذا التعبير اعمق و أكثر معنى من أن يقول:إنّي لا أكذب.ثمّ تتطرق الآية إلى ذكر الدليل على أصالةالقرآن و كونه و حيا سماويا: فتقول وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِأي إنّ كل البشارات و الدلالات الحقّةالتي جاءت في الكتب السماوية السابقةتنطبق على القرآن و من جاء به تماما، و هذابنفسه يثبت أنّه ليس افتراء على اللّه بلهو حق، و أساسا فإنّ القرآن شاهد على صدقمحتواه من باب أنّ طلوع الشمس دليل علىالشمس.و من هنا يتّضح زيف الذين استدلوا بمثلهذه الآيات على عدم تحريف التّوراة والإنجيل، لأنّ القرآن الكريم لم يصدق ماكان موجودا في هذه الكتب في عصر النزول، بلإنّه أيّد العلامات الواردة في هذه الكتبحول النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والقرآن. و قد بيّنّا توضيحات أكثر في هذاالباب في المجلد الأوّل من هذا التّفسيرفي ذيل الآية (41) من سورة البقرة.ثمّ تذكر الآية دليلا آخر على أصالة هذاالوحي السماوي و هو: إنّ في هذا القرآن شرحكتب الأنبياء السابقين الأصيلة، و بيانأحكامهم الأساسية و عقائدهم الأصولية، ولهذا فلا شك في كونه من اللّه تعالى،فتقول: وَ تَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَفِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ و بتعبيرآخر: لا يوجد فيه أي تضاد و تناقض مع برامجو أهداف الأنبياء السابقين، بل يلاحظ فيهتكامل تلك التعليمات و البرامج، و إذا كانهذا القرآن مختلقا فلا بدّ أن يخالفها ويناقضها.و من هنا نعلم أنّه لا يوجد أي اختلاف بينالكتب السماوية في أصول