امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و تقول الآية التالية تهديدا للكفار، وتسلية لخاطر النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم: وَ إِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَالَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْنَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنامَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌعَلى ما يَفْعَلُونَ.و تبيّن الآية الأخيرة من الآيات موردالبحث قانونا كليا في شأن كل الأنبياء، ومن جملتهم نبي الإسلام صلّى الله عليهوآله وسلّم، و كل الأمم و من جملتها الأمّةالتي كانت تحيا في عصر النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فتقول: وَ لِكُلِّأُمَّةٍ رَسُولٌ فإذا جاء رسولها و بلغرسالته، و آمن قسم منهم و كفر آخرون، فإنّاللّه سبحانه يقضي بينهم بعدله، و لا يظلمربّك أحدا، فيبقى المؤمنون و الصالحونيتمتعون بالحياة، أمّا الكافرون فإنّهمفمصيرهم الفناء او الهزيمة: فَإِذا جاءَرَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْبِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ.و هذا ما حصل لنبي الإسلام صلّى الله عليهوآله وسلّم و أمته المعاصرة له، فإنّأعداءه هلكوا في الحروب، أو انهزموا فيالنهاية و طردوا من ساحة المجتمع و أخذالمؤمنون زمام الأمور بأيديهم. و بناء علىهذا فإنّ القضاء و الحكم الذي ورد في هذهالآية هو القضاء التكويني في هذه الدنيا،و أمّا ما احتمله بعض المفسّرين من أنّهإشارة إلى حكم اللّه يوم القيامة. فهو خلافالظاهر.