امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تتضمن جواب النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم شاهدة على هذا المطلب.

على كل حال، فإنّ هؤلاء أرادوا بهذهالكلمات أن يظهروا عدم اهتمامهم بتهديداتالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من جهة،و تقوية قلوب الذين خافوا من هذهالتهديدات و تهدئة خواطرهم ليرجعوا إلىصفوفهم.

و في مقابل هذا السؤال، فإنّ اللّه سبحانهأمر نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنيجيبهم بعدّة طرق:

فيقول أوّلا: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِيضَرًّا وَ لا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَاللَّهُ فإنّي لست إلّا رسوله و نبيّه، وإنّ تعيين موعد نزول العذاب بيده فقط، وإذا كنت لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا، فمنباب الأولى أن لا أملكهما لكم.

إنّ هذه الجملة في الحقيقة إشارة إلىتوحيد الأفعال حيث يرتبط كل شي‏ء في هذاالعالم باللّه سبحانه، و كل الحركات والأفعال معلولة لإرادته و مشيئته، فهوالذي ينصر المؤمنين بحكمته، و هو الذييجازي المنحرفين بعدالته.

من البديهي أنّ ذلك لا ينافي أنّ اللّه قدأعطانا قوى و طاقات نملك بواسطتها جلبالنفع و دفع الضرر، و نستطيع أن نختار مايتعلق بمصيرنا، و بتعبير آخر فإنّ هذهالآية تنفي الملكية بالذات لا بالغير، وجملة إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ قرينة واضحةعلى هذا الموضوع.

و من هنا يعلم أنّ استدلال بعض المتعصبين-ككاتب تفسير المنار- بهذه الآية على نفيجواز التوسل بالنّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم ضعيف جدّا، لأنّه إذا كان المقصودمن التوسل أن نعتبر النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم ذا قدرة ذاتية و مالكا للنفع والضر، فإنّ هذا شرك قطعا، و لا يمكن أنيؤمن بهذا أي مسلم، أمّا إذا كانت هذهالملكية من اللّه سبحانه و هي داخلة تحتعنوان: إلّا ما شاء اللّه، فما المانع منذلك؟ و هذا هو عين الإيمان و التوحيد. إلّاأنّه نتيجة الغفلة عن هذه النكتة أتلفوقته و وقت قرّاء تفسيره بالبحوث الطويلة،و هو مع الأسف (رغم كل الامتيازات الموجودةفي تفسيره) قد ارتكب كثيرا من هذه الأخطاء،و التي يمكن اعتبار التعصب منبعها جميعا!

/ 584