امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
«الوعظ» و «الموعظة»، كما جاء فيالمفردات: هو النهي الممتزج بالتهديد، أنّمعنى الموعظة أوسع من هذا ظاهرا، كما نقلعن الخليل بن أحمد الفراهيدي في نفس كتابالمفردات، أنّ الموعظة عبارة عن التذكيربالنعم و الطيبات المقترن برقة القلب. و فيالحقيقة فإنّ كل نصح و إرشاد يترك أثرا فيالمخاطب، و يخوفه من السيئات و يرغّبه فيالصالحات يسمى وعظا و موعظة. و طبعا ليسمعنى هذا أن كل موعظة يجب أن يكون لهاتأثير، بل المراد أنّها تؤثر في القلوبالمستعدة.و المقصود من شفاء أمراض القلوب، و بتعبيرالقرآن شفاء ما في الصدور، هي تلكالتلوّثات المعنوية و الروحية، كالبخل والحقد و الحسد و الجبن و الشرك و النفاق وأمثال ذلك، و كلها من الأمراض الروحية والمعنوية.و المقصود من «الهداية» هو الهداية نحوالمقصود، أي تكامل ورقي الإنسان في كافةالجوانب الإيجابية.و المراد من «الرحمة» هي النعم المادية والمعنوية الإلهية التي تشمل حال الأفراداللائقين، كما نقرا في كتاب المفردات أنّالرحمة متى ما نسبت إلى اللّه فإنّها تعنيبذله و هبته للنعم، و إذا ما نسبت إلىالبشر فإنّها تعني العطف ورقة القلب.في الواقع، إنّ الآية أعلاه تشرح و تبيّنأربع مراحل من مراحل تربية و تكاملالإنسان في ظل القرآن.المرحلة الأولى: مرحلة الموعظة و النصيحة.المرحلة الثّانية: مرحلة تطهير روحالإنسان من مختلف أنواع الرذائلالأخلاقية.المرحلة الثّالثة: مرحلة الهداية التيتجري بعد مرحلة التطهير.المرحلة الرّابعة: هي المرحلة التي يصلفيها الإنسان إلى أن يكون لائقا لأن تشملهرحمة اللّه و نعمته.