امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الأشياء المضرة و الخبيثة المستثناة-محللة هو بنفسه نعمة إلهية كبرى، و إنّكثيرا من الناس بدل أن يؤدوا شكر هذهالنعمة، فإنّهم يكفرون بها، و يحرّمونأنفسهم من هذه النعمة بأحكامهم الخرافية وممنوعاتها.و حتى لا يتصور أحد أنّ هذه المهلةالإلهية دليل على عدم إحاطة علم اللّهسبحانه بكل أعمال هؤلاء، فإنّ آخر آية منآيات البحث تبيّن هذه الحقيقة بأبلغ عبارةو توضح أن اللّه مطلع على كل ذراتالموجودات في خفايا السماء و الأرض، ومطلع على دقائق أعمال العباد، فتقول: وَ ماتَكُونُ فِي شَأْنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُمِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْعَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْشُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ «1».«الشهود» جمع شاهد، و هو في الأصل بمعنىالحضور المقترن بالمشاهدة بالعين أوالقلب أو الفكر، و التعبير بالجمع إشارةإلى أنّ اللّه سبحانه ليس وحده المراقبلأعمال البشر، بل إنّ الملائكة المطيعينلأمره مطلعون أيضا على كل هذه الأعمال وناظرون إليها.و كما أشرنا سابقا، فإنّ التعبير بصيغةالجمع في حق اللّه سبحانه مع أنّ ذاتهالمقدسة أوحدية من جميع الجهات، إشارة إلىعظمة مقامه، و أن له دائما مأمورين مطيعينمستعدين لتنفيذ أمره و الواقع فإن الكلامليس عن اللّه وحده، بل عنه و عن كل هؤلاءالمأمورين المطيعين.ثمّ تعقب الآية على مسألة اطلاع اللّه علىكل شيء بتأكيد أكبر، فتقول: وَ مايَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِيالسَّماءِ وَ لا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ.«يعزب» مأخوذة من العزوب، و هو في الأصلبمعنى الابتعاد عن البيت و الأهل في سبيلإيجاد و تهيئة المراتع للأغنام والحيوانات، ثمّ استعملت بمعنى الغيبة