امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
2- إنّ تعبير الآيات أعلاه عن الرزقبالنزول- مع أنّنا نعلم أنّ المطر هوالوحيد الذي ينزل من السماء- إمّا لأنّ هذهالقطرات المباركة تشكل الأساس لكلالأرزاق، أو لأنّ المراد هو «النزولالمقامي» الذي أشرنا إليه سابقا، و مثلهذا التعبير يلاحظ في المكالمات اليومية،فمثلا إذا صدر أمر من شخص كبير، أو هبة ماإلى شخص صغير، فيقولون: إنّ هذا الأمر صدرمن الأعلى، أو أنّه وصلنا من فوق.3- لقد أثبت علماء الأصول بجملة آللَّهُأَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِتَفْتَرُونَ قاعدة عدم حجية الظن، وقالوا: إنّ هذا التعبير يوضح أنّه لا يمكنإثبات أي حكم من الأحكام الإلهية بدونالقطع و اليقين، و إلّا فإنّه افتراء علىاللّه و حرام. (لنا بحوث في هذا الاستدلالذكرناها في مباحث علم الأصول).4- إنّ الآيات أعلاه تعطينا درسا آخر، و هوأنّ التشريع مقابل شريعة اللّه دينالجاهلية، حيث كانوا يعطون لأنفسهم الحقفي وضع الأحكام مع ضيق أفكارهم و ضحالتها،و لكن لا يمكن أن يكون المؤمن الحقيقي كذلكمطلقا. و ما نراه في عصرنا الحاضر من أنجماعة يتحدثون عن اللّه و الإسلام، و فيالوقت نفسه يمدون يد الاستجداء نحو قوانينالآخرين غير الإسلامية، أو يسمحونلأنفسهم بأن يطرحوا جانبا قوانين الإسلامباعتبارها غير قابلة للتطبيق و يشرّعونبأنفسهم القوانين، فإنّ هؤلاء من أتباعسنن الجاهلية أيضا.إنّ الإسلام الواقعي لا يقبل التجزئة،فعند ما قلنا: إنّنا مسلمون، فيجب أن نعترفبكل قوانينه فما يقال من أن قوانينالإسلام غير قابلة بأجمعها للتنفيذ و همباطل لا أساس له، و هو ناشئ من التغريب وانهيار الشخصية.طبعا، إنّ الإسلام- نظرا لشموليته- قدأطلق لنا في بعض المسائل اتخاذ مقررات وقوانين مناسبة مع ذكر الأصول العامّة حتىنستطيع أن ننظم احتياجات كل عصر و زمان حسبتلك الأصول بالاستشارة و التشاور، ثمّنضعها في حيز