امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
القرابة و القرب من شيء آخر سواء كان منجهة المكان أو الزمان أو النسب أو المقام،بأنّه ولي، و من هنا استعملت هذه الكلمةبمعنى الرئيس و الصديق و أمثال ذلك.بناء على هذا، فإنّ أولياء اللّه هم الذينلا يوجد حاجب و حائل بينهم و بين اللّه،فقد زالت الحجب عن قلوبهم و يتقلبون في نورالمعرفة و الإيمان و العمل الخالص، و يروناللّه بعيون قلوبهم بحيث لا يجد الشك أيطريق إلى تلك القلوب الوالهة، و بالنظرلهذه المعرفة باللّه الأزلي و القدرةاللامحدودة و الكمال المطلق، فإنّ كلشيء سوى اللّه حقير في نظرهم و لا قيمةله، و فان لا أهمية له.إنّ من يرى المحيط يزهد في القطرة، و منينظر الى نور الشمس لا يهتم بنور الشمعة.و من هنا يتّضح أنّ هؤلاء لماذا لايخافون، لأنّ الخوف ينشأ عادة من احتمالفقدان النعم التي يمتلكها الإنسان، أو منالأخطار التي يمكن أن تهدده في المستقبل،كما إنّ الغم و الهم يرتبط عادة بما يتعلقبالماضي، و يستولي على الإنسان نتيجةفقدانه لإمكانيات و ثروات كانت تحت يده.إنّ أولياء و أحباء اللّه الحقيقيينمتحررون من كل أشكال الارتباط و التعلقبعالم المادة، و يحكم «الزهد» بمعناهالحقيقي وجودهم، فهم لا يجزعون من فقدانالممتلكات المادية و لا يخافون منالمستقبل، و لا يشغلون أفكارهم بمثل هذهالمسائل. و بناء على ذلك فإن الغموم والأخاويف التي ترتبط بالماضي و المستقبل،و التي تجعل الآخرين في حال اضطراب و قلقدائم، لا سبيل لها إلى وجود هؤلاء.إنّ الماء في الإناء الصغير قد يهتز مننفخة إنسان، لكن المحيط الكبير لا يتأثرحتى بالعاصفة، و لذلك سمّوه المحيطالهادي: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى مافاتَكُمْ وَ لا