امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ «1». فلم يكن لهمتعلّق بما كان في أيديهم سابقا، و لايصيبهم الغم و الحزن في اليوم الذيسيفارقونه، فإنّ روحهم أكبر، و فكرهم أسمىمن أن تؤثر فيهم مثل هذه الحوادث في الماضيو المستقبل.على هذا الأساس فإنّ الأمن و الطمأنينةالواقعية هي الحاكمة على وجودهم، و علىحدّ قول القرآن: أُولئِكَ لَهُمُالْأَمْنُ «2»، و بتعبير آخر: أَلابِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ «3».و الخلاصة هي أنّ الحزن و الخوف عند البشريتولّدان عادة من حبّ الدنيا، فمن الطبيعيأن لا يصيب هؤلاء الذين نفضوا أيديهم وقلوبهم من حبها خوف، أو حزن.كان هذا هو البيان الاستدلالي للمسألة، وقد يعرض هذا الموضوع أحيانا ببيان آخريتخذ شكلا عرفانيا بهذه الصورة:إنّ أولياء اللّه غارقون في صفات جماله وجلاله، و ذائبون في مشاهدة ذاته المقدسةإلى الحد نسوا كل شيء غيره، و معلوم أنّالغم و الحزن و الخوف و الوحشة تحتاج حتماإلى تصور فقدان و خسارة شيء ما، أومواجهة عدو أو موجود خطر، فمن لم يجعل لغيراللّه مكانا في قلبه و لا طريقا الى فكره،و لا يقبل في روحه إله غيره، كيف يمكن أنيغتم و يخاف و يستوحش؟لقد اتّضحت ممّا قلناه هذه الحقيقة أيضا،و هي أنّ المقصود من الغموم هي الغمومالمادية و الأخاويف الدنيوية، و إلّا فإنّوجود أولياء اللّه مملوء بالخوف و الخشية.. الخوف من عدم أداء الواجبات و المسؤولية.و الأسف و الحسرة على أن يكون قد فاتهمشيء من الموفقية، و لهذا الخوف و الحسرةصفة معنوية، فهما أساس تكامل وجود الإنسانو رقيّه، بعكس الخوف و الحزن الدنيويينفهما