امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إِلَّا الظَّنَّ إذ لا دليل و لا برهانلهم على كلامهم وَ إِنْ هُمْ إِلَّايَخْرُصُونَ.كلمة «الخرص» وردت في اللغة بمعنى الكذب،و كذلك وردت بمعنى الحدس و التخمين، و فيالأصل- كما قاله الراغب في مفرداته- بمعنىحزر الفواكه، ثمّ تخمينها على الأشجار، ولما كان الحدس و التخمين قد يخطئ أحيانا،فإنّ هذه المادة قد جاءت بمعنى الكذب أيضا.و أساسا، فإنّ إتباع الظن و الحدس الذي لايستند إلى أساس ثابت يجرّ الإنسان فيالنهاية إلى وادي الكذب عادة. و الأشخاصالذين جعلوا الأصنام شريكة للّه سبحانه لميكن لهم مستند في ذلك إلّا الأوهام ..الأوهام التي يصعب علينا اليوم حتىتصورها، إذ كيف يمكن أن يصنع الإنسانتماثيل و مجسمات لا روح لها، ثمّ يعتبر ماصنعه و خلقه ربّا له و أنّه هو صاحبإرادته، و أن أمره بيده؟! يضع مقدراته فييده و تحت تصرفه و يطلب منه حل مشاكله؟! أليست هذه الدعوى من أوضح مصاديق الزيف والكذب؟بل يمكن استفادة هذا من الآية كقانون كليعام- بدقة قليلة- و هو أنّ كل من يتبع الظن والأوهام الباطلة فإنّه سينجرّ في النهايةإلى الكذب .. إنّ الحق و الصدق قائم علىأساس القطع و اليقين، أمّا الكذب فإنّهيقوم على أساس التخمينات و الظنون والشائعات! ثمّ و من أجل إكمال هذا البحث، وتبيّن طرق معرفة اللّه، و الابتعاد عنالشرك و عبادة الأوثان، أشارت الآيةالثّانية إلى جانب من المواهب الإلهيةالتي أودعت في نظام الخلقة و الدالّة علىعظمة و قدرة و حكمة اللّه عزّ و جلّ، فقالت:هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَلِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهارَمُبْصِراً.إنّ نظام النور و الظلمة الذي أكدت عليهآيات القرآن مرارا، نظام عجيب و غزيرالفائدة، فهو من جهة يضيء عرصة حياةالبشر بإفاضة النور في مدّة معينة ويحركها و يبعثها على السعى و الجد، و منجهة أخرى فإنّه بإرخاء سدول الليل