امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْمَقامِي وَ تَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِفَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ و لهذافإنّي لا أخاف غيره. ثمّ تضيف:فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ أي ادعوا أصنامكم أيضالتعينكم في المشورة، حتى لا يبقى شيءخافيا على أحد و لا يتعرض منكم الى الهم والغم أحد ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْعَلَيْكُمْ غُمَّةً بل اتّخذوا قراركم فيشأني بكل وضوح.«غمّة» من مادة غم، و هي تعني خفاء الشيءو تغطيته، و إنّما يقولون للحزن: غمّ أيضالأنّه يغطي قلب الإنسان.ثمّ يقول: ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لاتُنْظِرُونِ «1».إنّ نوحا رسول اللّه الكبير صمد مقابلأعدائه الأقوياء المعاندين و واجههمبقاطعية و حزم و في منتهى الشجاعة والشهامة مع أصحابه القليلين الذين كانوامعه، و كان يستهزئ بقواهم و يريهم عدماهتمامه بخططهم و أفكارهم و أصنامهم، وبهذه الطريقة كان يوجه ضربة نفسية عنيفةإلى أفكارهم.و إذا علمنا أنّ هذه الآيات نزلت في مكّةفي الوقت الذي كان يعيش فيه النّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم ظروفا تشبه ظروفنوح، و كان المؤمنون قلّة، سيتّضح أنّالقرآن يريد أن يعطي للنّبي- أيضا- نفس هذاالدرس بأنّ لا يهتم بقدرة العدو، بل يسير ويتقدم بكل حزم و جرأة و شجاعة، لأنّ اللّهيسنده و ينصره، و لا تستطيع أية قوّة أنتقف في مقابل قدرته.