امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الْأَرْضِ وَ إِنَّهُ لَمِنَالْمُسْرِفِينَ.و هناك بحث بين المفسّرين في أنّه من كانتهذه الذريّة التي آمنت بموسى؟و إلى من يعود ضمير مِنْ قَوْمِهِ إلىموسى أم فرعون؟فذهب البعض الى أنّ هؤلاء كانوا نفراقليلا من قوم فرعون و الأقباط كمؤمن آلفرعون، و زوجة فرعون و ماشطتها و وصيفتها،و الظاهر أنّ الدليل على اختيار هذا الرأيأن أغلب بني إسرائيل قد آمنوا. و هذا لايناسب التعبير بـ ذُرِّيَّةٌ مِنْقَوْمِهِ لأنّه يدل على صغر هذه المجموعة.إلّا أنّ البعض الآخر يرى أنّهم جماعة منبني إسرائيل، و الضمير يعود إلى موسى،لأنّ اسم موسى قد ذكر قبله، و حسب قواعداللغة و النحو فإنّ الضمير يجب أن يرجعإليه.و لا شك أنّ المعنى الثّاني أوفق لظاهرالآية، و الدليل الآخر الذي يؤيد ذلك هوالآية التالية التي تقول: وَ قالَ مُوسىيا قَوْمِ ... أي إنّه خاطب المؤمنين بـ«قومي».الإشكال الوحيد الذي يبقى على هذاالتّفسير، هو أنّ جميع بني إسرائيل قدآمنوا بموسى، لا جماعة منهم.إلّا أنّ هذا الإيراد يمكن دفعه بملاحظةهذه النقطة، و هي أنّنا نعلم أنّ الشباب فيكل ثورة هم أوّل مجموعة تنجذب إليها،فإضافة إلى قلوبهم الطاهرة و أفكارهمالسليمة، فإنّ الحماس و الهيجان الثوريلديهم أكبر و أقوى، علاوة على أنّهم غيرمتعلقين بالأمور المادية التي تدعوالكبار إلى المحافظة عليها و غيرهاالملاحظات المختلفة الأخرى، فليس لهم مالو ثروة يخافون ضياعها، و لا منصب و لا مقاميخشون فقدانه.بناء على هذا، فمن الطبيعي أن تنجذب هذهالفئة إلى موسى، و تعبير «الذريّة» يناسبهذا المعنى جدّا.