امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ.و التعبير بـ «كتاب اللّه» يمكن أن يكونإشارة الى القرآن المجيد أو سائر الكتبالسماوية، إلّا أنّه بملاحظة جملة يَوْمَخَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ يبدوأنّ المعنى الأكثر مناسبة هو كتاب الخلق وعالم الوجود.و على كل حال، فمنذ ذلك اليوم الذي استقرتعليه المجموعة الشمسية بنظامها الخاصحدثت السنين و الأشهر، فالسنة عبارة عندوران الأرض حول الشمس دورة كاملة و الشهردوران القمر حول الأرض دورة كاملة.و هذا في الحقيقة تقويم طبيعي قيّم غيرقابل للتغيير حيث يمنح حياة الناس جميعانظاما طبيعيا، و ينظّم على وجه الدقةحسابهم التأريخي، و تلك نعمة عظمى من نعماللّه للبشر كما بيّنا تفصيل ذلك في ذيلالآية (189) من سورة البقرة:يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْهِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِّ.ثمّ تضيف الآية- آنفة الذكر- معقّبة:مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ.يرى بعض المفسّرين أنّ تحريم القتال فيهذه الأشهر الأربعة كان من عهد «إبراهيمالخليل عليه السّلام»، و كان نافذ حتى فيزمان الجاهلية على أنّه سنة متّبعة إلّاأنّ عرب الجاهلية كانوا يغيرون هذا الأشهرأحيانا تبعا لميولهم و أهوائهم، إلّا أنالإسلام أقرّ حرمتها على حالها و لميغيّرها، و ثلاثة من الأشهر متوالية وتسمى بالأشهر السرد و هي: ذو القعدة، و ذوالحجة، و المحرم. و شهر منها منفصل عنها، وهو رجب و يسمى بالشهر الفرد.و ينبغي التنويه على أنّ تحريم هذه الأشهرإنّما يكون نافذ المفعول إذا لم يبدأالعدو بقتال المسلمين فيها، أمّا لو فعلفلا شك في وجوب قتاله على المسلمين لأنّاحترام الشهر الحرام لم ينتقض من قبلهم،بل انتقض من قبل العدوّ «و قد بيّنا تفصيلذلك ذيل الآية (194) من سورة البقرة».ثمّ تضيف الآية مؤكّدة: ذلِكَ الدِّينُالْقَيِّمُ.