امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
لا يبقى مجال لتسلط الظالمين و كيدالمعتدين و ستضيق الدنيا عليهم، فلا يجدوابدّا من معارضة الأنبياء.ثمّ يطلب موسى عليه السّلام من اللّه طلبافيقول: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلىأَمْوالِهِمْ.«الطمس» في اللغة بمعنى المحو و سلب خواصالشيء، و اللطيف في الأمر أن ما ورد فيبعض الرّوايات من أنّ أموال الفراعنة قدأصبحت خزفا و حجرا بعد هذه اللعنة، ربّماكان كناية عن أنّ التدهور الاقتصادي قدبلغ بهم أن سقطت فيه قيمة ثرواتهم تماما وأصبحت كالخزف لا قيمة لها! ثمّ أضافت وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ اي: اسلبهمقدرة التفكير و التدبّر أيضا لأنّهمبفقدانهم هاتين الدعامتين (المال و الفكر)سيكونون على حافة الزوال و الفناء، وسينفتح أمامنا طريق الثورة، و توجيهالضربة النهائية لهؤلاء.اللّهم إن كنت قد طلبت ذلك منك في حقالفراعنة فليس ذلك نابعا من روح الانتقامو الحقد، بل لأنّ هؤلاء قد فقدوا أرضيةالإيمان أبدا: فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّىيَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ و منالطبيعي أنّ الإيمان بعد مشاهدة العذاب-كما سيأتي قريبا- لا ينفع هؤلاء أيضا.ثمّ خاطب اللّه سبحانه و تعالى موسى وأخاه بأنّه: الآن و قد أصبحتما مستعدينلتربية و بناء قوم بني إسرائيل قالَ قَدْأُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما فيسبيل اللّه و لا تخافا سيل المشاكل، و كوناحازمين في أعمالكما و لا تستسلما أماماقتراحات الجاهلين، بل استمرا فيبرنامجكما الثوري وَ لا تَتَّبِعانِّسَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ.