امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
فتقول أوّلا: إنّنا جاوزنا ببني إسرائيلالبحر- و هو نهر النيل العظيم أطلق عليهاسم البحر لعظمته- أثناء مواجهتهمللفراعنة، و عند ما كانوا تحت ضغط و مطاردةهؤلاء: وَ جاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَالْبَحْرَ إلّا أنّ فرعون و جنوده طاردواهؤلاء من أجل القضاء على بني إسرائيل:فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُبَغْياً وَ عَدْواً.«البغي» يعني الظلم، «و العدو» بمعنىالتعدي، أي إنّ هؤلاء إنّما طاردوهم وتعقبوهم لغرض الظلم و التعدي عليهم، أيعلى بني إسرائيل.جملة «فأتبعهم» توحي بأنّ فرعون و جنودهقد تتبعوا بني إسرائيل طوعا، و تؤيد بعضالرّوايات هذا المعنى، و البعض الآخرتخالف هذا المعنى، إلّا أن ما يفهم ويستفاد من ظاهر الآية هو الحجة على كل حال.أمّا كيفية عبور بني إسرائيل للبحر، و أيإعجاز وقع في ذلك الحين، فإنّ شرح ذلكسيأتي في ذيل الآية (63) من سورة الشعراء، إنشاء اللّه تعالى.على كل حال، فإنّ هذه الأحداث قد استمرتحتى أوشك فرعون على الغرق، و أصبح كالقشةتتقاذفه الأمواج و تلهو به، فعنذاك زالتحجب الغرور و الجهل من أمام عينه، و سطعنور التوحيد الفطري و صدع بالإيمان:حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَآمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِيآمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ فلستمؤمنا بقلبي فقط، بل إنّي من المسلمينعمليا: وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.و لما تحققت تنبؤات موسى عليه السّلامالواحدة تلو الأخرى و أدرك فرعون صدق هذاالنّبي الكبير أكثر فأكثر و شاهد قدرته وقوته، اضطر إلى إظهار الإيمان على أمل أنينقذه ربّ بني إسرائيل كما أنجاهم من هذهالأمواج المتلاطمة و لذلك يقول: آمنت أنّهلا إله إلّا الذي آمنت به بنو إسرائيل!إلّا أنّ من البديهي أنّ مثل هذا الإيمانالذي يتجلّى عند نزول البلاء و نشوب أظفارالموت، إيمان اضطراري يتشبث به كل جان ومجرم و مذنب و ليست له أية قيمة، أو يكوندليلا على حسن نيته أو صدق قوله، و لهذافإنّ اللّه سبحانه خاطبه