أتت و حياض الموت بيني و بينها و جادتبوصل حين لا ينفع الوصل
و جادتبوصل حين لا ينفع الوصل و جادتبوصل حين لا ينفع الوصل
لكن فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَلِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً آيةللحكام المستكبرين و لكل الظالمين والمفسدين، و آية للفئات المستضعفة.هناك بحث بين المفسّرين المراد من البدنهنا، فأكثرهم يرى بأنّ المراد هو جسدفرعون الذي فارقته الروح، لأنّ عظمة فرعونفي أفكار الناس في ذلك المحيط بلغت حدّابحيث أنّ الكثير لو لا ذلك لم يكن يصدق أنفرعون يمكن أن يغرق، و كان من الممكن أنتنسج الأساطير و الخرافات الكاذبة حولنجاة و حياة فرعون بعد هذه الحادثة، لذلكألقى اللّه سبحانه جسده خارج الماء.اللطيف هنا، أنّ البدن في اللغة- كما قالالراغب في مفرداته- يعني الجسد العظيم- وهذا يدلنا على أن فرعون كان عظيم الهيكلممتلئ الجسم كما هو الحال في الكثير من أهلالترف و الرفاه الدنيوي! إلّا أنّ البعضالآخر قالوا: إنّ أحد معاني البدن هوالدرع، و هذا إشارة إلى أن اللّه سبحانه قدأخرج فرعون من الماء بدرعه الذهبي الذيكان على بدنه ليعرف عن طريقه، و لا يبقى أيمجال للشك في أنّه فرعون.هذه النقطة أيضا تستحق الانتباه، و هيأنهم استفادوا من جملة «ننجيك» أنّ اللّهسبحانه قد أمر الأمواج أن تلقي بدنه علىمكان مرتفع عن الساحل لأنّ مادة «النجوة»تعني المكان المرتفع و الأرض العالية.