امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
«صفر» بدل شهر محرم في عام فيحرمونه، كماحدث لأحد زعماء قبيلة بني كنانة، إذ خطب فياجتماع كبير نسبيّا في موسم الحج بمنى وقال: إنّني أخرت المحرم هذا العام و انتخبتشهر صفر مكانه.و قد روي عن ابن عباس: إنّ أوّل من سنّ هذهالسنّة هو عمرو بن لحي، و قال بعضهم: بل هوقلمس «من بني كنانة».و فلسفة هذا العمل «التأخير و النسيء»في عقيدتهم أن توالي ثلاثة أشهر حرم تباعاكذي القعدة و ذي الحجة و المحرم يسبب إضعافمعنويات المحاربين، لأنّ عرب الجاهليةكانوا يتوقون الى الإغارة و سفك الدماء والحرب، و أساسا فإنّ الحرب و الإغارة و ماشاكلهما كان يمثل جزءا من حياتهم، و كان منالصعب عليهم أن يتحملوا ثلاثة أشهر حرم(يتوقف فيها القتال) لذا فقد كانوا يسعونلفصل شهر المحرم عن هذه الأشهر (أو يؤخروه)!كما يرد هذا الاحتمال أيضا، و هو أنّ ذاالحجة قد يقع في الصيف أحيانا، ممّا يسببعليهم، حرجا في موضوع الحج، و نعرف أن الحجلم يكن مسألة عبادية عند العرب فحسب، بلكان موسما كبيرا منذ زمن إبراهيم الخليلعليه السّلام يجتمع فيه خلق كبير، و تقامفيه الأسواق التجارية و الاقتصادية والمحافل الشعرية و الخطابية، و يفيدونمنها فوائد عامّة، لذلك كانوا يبدلون شهرذي الحجة حسب ميولهم و يجعلون مكانه شهراآخر طيب الأجواء لطيف الهواء.و ربّما كانت كلا الغايتين صحيحتين.و على كل حال، كان هذا العمل باعثا علىإشعال نار الحرب أكثر فأكثر، و أن تسحقالغاية من الأشهر الحرم، و أن يتلاعببمواسم الحج حسب الأهواء ابتغاء المنافعالمادية.و قد عدّ القرآن هذا العمل زيادة فيالكفر، لأنّهم إضافة إلى شركهم و كفرهمالاعتقادي فإنّهم بسحقهم هذا الدستوركانوا يرتكبون كفرا عمليا، و لا سيماأنّهم