امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و من أجل أن نفهم الآية فهما دقيقا ينبغيأن تتضح لنا كلمة «يثنون» بجلاء فهي منمادة «ثني» و هي في الأصل تعني ضم أقسامالشيء بعضها إلى بعض، فمثلا في طي قطعةالقماش و الثوب يقال «ثنى ثوبه» و إنّمايقال للشخصين على سبيل المثال: اثنان،فلأجل أن انضمّ واحد إلى جانب الآخر، ويقال للمادحين «مثنون» كذلك، لأنّهميعدون الصفات البارزة واحدة بعد الأخرى.و تعني الانحناء أيضا، لأنّ الإنسانبعمله هذا و هو الانحناء يقرّب أجزاء منجسمه بعضها إلى بعض.و تأتي هذه المادة بمعنى أن تجد العداوة والبغضاء و الحقد طريقها إلى القلب أيضا ..لأنّ الإنسان بهذا العمل يقرب عداء الشخص-أو أيّ شيء آخر- إلى القلب، و مثل هذاالتعبير موجود في الأدب العربي إذ يقال:«اثنونى صدره على البغضاء» «1».و مع الأخذ بنظر الإعتبار بما ورد آنفا منمعان لمادة «ثني» فلا يبعد أن تكون كلمة«يثنون» مشيرة إلى كل عمل خفي- ظاهري وباطنيّ- قام به أعداء النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فمن جهة يضمرون العداوةو البغضاء في القلوب و يبدون المحبّة فيلسان ذلق جميل! و من جهة أخرى يقربونرؤوسهم بعضها إلى بعض عند التحدث، و يثنونالصدور و يستغشون الثياب، لئلا تنكشفمؤامراتهم و أقوالهم السيئة و يطّلع أحدعلى نياتهم.لذلك فإنّ القرآن يعقّب مباشرة: أنأحذروهم، فإنّهم حين يستخفون تحت ثيابهمفإنّ اللّه يعلم ما يخفون و ما يعلنون ..أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْيَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ مايُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِالصُّدُورِ.