امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 6

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و من أجل أن نفهم الآية فهما دقيقا ينبغيأن تتضح لنا كلمة «يثنون» بجلاء فهي منمادة «ثني» و هي في الأصل تعني ضم أقسامالشي‏ء بعضها إلى بعض، فمثلا في طي قطعةالقماش و الثوب يقال «ثنى ثوبه» و إنّمايقال للشخصين على سبيل المثال: اثنان،فلأجل أن انضمّ واحد إلى جانب الآخر، ويقال للمادحين «مثنون» كذلك، لأنّهميعدون الصفات البارزة واحدة بعد الأخرى.

و تعني الانحناء أيضا، لأنّ الإنسانبعمله هذا و هو الانحناء يقرّب أجزاء منجسمه بعضها إلى بعض.

و تأتي هذه المادة بمعنى أن تجد العداوة والبغضاء و الحقد طريقها إلى القلب أيضا ..لأنّ الإنسان بهذا العمل يقرب عداء الشخص-أو أيّ شي‏ء آخر- إلى القلب، و مثل هذاالتعبير موجود في الأدب العربي إذ يقال:«اثنونى صدره على البغضاء» «1».

و مع الأخذ بنظر الإعتبار بما ورد آنفا منمعان لمادة «ثني» فلا يبعد أن تكون كلمة«يثنون» مشيرة إلى كل عمل خفي- ظاهري وباطنيّ- قام به أعداء النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فمن جهة يضمرون العداوةو البغضاء في القلوب و يبدون المحبّة فيلسان ذلق جميل! و من جهة أخرى يقربونرؤوسهم بعضها إلى بعض عند التحدث، و يثنونالصدور و يستغشون الثياب، لئلا تنكشفمؤامراتهم و أقوالهم السيئة و يطّلع أحدعلى نياتهم.

لذلك فإنّ القرآن يعقّب مباشرة: أنأحذروهم، فإنّهم حين يستخفون تحت ثيابهمفإنّ اللّه يعلم ما يخفون و ما يعلنون ..أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْيَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ مايُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِالصُّدُورِ.

(1) يراجع «تاج العروس» و «مجمع البيان» و«المنار» و «مفردات الراغب» في هذا الشأن.

/ 584