امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و واضح أن رزق الشهداء- في عالم البرزخ-ليس نعمّا مادية، بل هو عبارة عن المواهبالمعنوية التي يصعب علينا تصوّرها في هذهالحياة المادية.2- مسأله تأمين الحاجات بالنسبة للموجوداتالحية- و بتعبير آخر تأمين رزقها- منالمسائل المثيرة التي تنكشف أسرارهابمرور الزمان و تقدّم العلم ..و تظهر كل يوم ميادين جديدة تدعو للتعجب والدهشة.كان العلماء في الماضي يتساءلون فيما لوكان في أعماق البحار موجودات حيّة، فمنأين يتم تأمين غذائها؟! إذ أنّ أصل الغذاءيعود إلى النباتات و الحشائش، و هي تحتاجإلى نور الشمس، و لكن على عمق 700 متر فصاعدالا وجود لنور الشمس أبدا، بل ليل أبدي مظلميلقي ظلاله و يبسط أسداله هناك.و لكن اتّضح بتقدم العلم أن نور الشمسيغذّي النباتات المجهرية في سطح الماء وبين الأمواج، و حين تبلغ مرحلة النضج تهبطإلى أعماق البحر كالفاكهة الناضجة، و تنظمإلى الأرزاق الإلهية للأحياء في تلكالاعماق، مائدة نعمة اللّه للموجوداتالحية تحت الماء! و من جهة أخرى فهناك طيوركثيرة تتغذى من أسماك البحر، منها طيورتطير في الليل و تهبط الى البحر كالغواصالماهر و عن طريق أمواج رادارية خاصّةتخرج من آنافها تعرف صيدها و تصطادهبمنقارها.و رزق بعض أنواع الطيور يكون مدّخرا بينثنايا أسنان حيوانات بحرية كبيرة هذاالنوع من الحيوانات بعد أن يتغذى منحيوانات البحر، تحتاج أسنانه إلى «منظفطبيعي» فيأتي إلى ساحل البحر و يفتح فمهالواسع فتدخل هذه الطيور التي أدّخر رزقهافي فم هذا الحيوان الضخم- دون وحشة و لااضطراب- و تبحث عن رزقها بين ثنايا أسنانهذا الحيوان الكبير، فتملأ بطونها من جهة،و تريح الحيوان الذي تزدحم بين أسنانه«هذه الفضلات» من جهة أخرى .. و حين تخرجالطيور و تطير في الفضاء يطبق هذا الحيوانالبحري فمه بكل هدوء و يعود إلى