امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
الفلانية من نصيبي فإنّها لم تكن من رزقيقطعا .. فلو كانت من نصيبي لوصلتني حتما مندون تكلف عناء الكسب. و بهذا يستغلالمستعمرون هذه الفرصة ليحرموا الكثير منالخلق التمتع بأسباب الحياة ... في حين أنأقل معرفة بالقرآن و الأحاديث الإسلاميةتكفي في بيان أنّ الإسلام يعدّ أساس أياستفادة مادية و معنوية للإنسان هو السعيو الجد و المثابرة، حتى أنّنا نجد فيالقرآن جملة بمثابة الشعار لهذا الموضوع،و هي الآية الكريمة لَيْسَ لِلْإِنْسانِإِلَّا ما سَعى.و كان أئمّة المسلمين- و من أجل أن يسنّواللآخرين نهجا يسيرون عليه- يعملون في كثيرمن المواقع أعمالا صعبة و مجهدة.و الأنبياء السابقون- أيضا- لم يستثنوا منهذا القانون، فكانوا يعملون علىالاكتساب، من رعي الأغنام إلى الخياطة إلىنسج الدروع إلى الزراعة. فإذا كان مفهومالرزق من اللّه أن نجلس في البيت و ننتظرالرزق، فما كان ينبغي للأنبياء و الأئمّة-الذين هم أعرف بالمفاهيم الدينية- أنيسعوا هذا السعي إلى الرزق! و على هذا نقول:إنّ رزق كل أحد مقدّر و ثابت، إلّا أنّهمشروط بالسعي و الجد، و إذا لم يتوفر الشرطلم يحصل المشروط. و هذا كما نقول: إن لكلّفرد أجلا و مدة من العمر. و لكن من المسلم والطبيعيّ أن مفهوم هذا الكلام لا يعني أنّالإنسان حتى لو أقدم على الانتحار أو أضربعن الطعام فإنّه سيبقى حيّا إلى أجلمعيّن!! إنّما مفهوم هذا الكلام أن للبدناستعدادا للبقاء إلى مدّة معينة و لكنبشرط أن يراعي الظروف الصحيّة و أن يبتعدعن الأخطار، و أن يجنّب نفسه عمّا يكونسببا في تعجيل الموت.المسألة المهمّة في هذا المجال أنّالآيات و الرّوايات المتعلقة بتقديرالرزق- في الواقع- بمثابة الكابح للاشخاصالحريصين و عبّاد الدنيا الذين يلجون كلباب، و يرتكبون أنواع الظلم و الجنايات، ويتصورون أنّهم إذا لم يفعلوا ذلك لميؤمنوا حياتهم!