امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
إنّ آيات القرآن و الأحاديث الإسلاميةتحذر هذا النمط من الناس ألّا يمدّواأيديهم و أرجلهم عبثا، و ألّا يطلبواالرزق من طرق غير مشروعة و لا معقولة، بليكفي أن يسعوا لتحصيل الرزق عن طريقمشروع، و اللّه سبحانه يضمن لهم الرزقفاللّه الذي لم ينسهم في ظلمة الرحم.اللّه الذي تكفّل رزقهم أيّام الطفولةحيث هيأ لهم أثداء الأمّهات اللّه الذيجعل الأب يسعى من الصباح إلى الليل ليهيّئلهم الغذاء بكل عطف و شفقة- بعد أن أنهوامرحلة الرضاعة- و هو مسرور بالتعب من أجلهم...أجل، هذا الرّب الرحيم كيف يمكن أن ينسىالإنسان إذا ما كبر و وجد القدرة على العملو الكسب.ترى هل يجيز الإيمان و العقل أن يلجأالإنسان إلى الظلم و الإثم و التجاوز علىحقوق الآخرين و يحرص على غصب حقوقالمستضعفين بمجرّد أنّه يظن عدم توفررزقه؟و بالطبع لا يمكن أن ننكر أن بعض الأرزاقتصل إلى الإنسان سعى لها أم لم يسع. فهليمكن أن ننكر أن نور الشمس يضيء في بيتنامن دون سعينا، و أن المطر و الهواء يصلانإلينا دون سعي منّا؟و هل يمكن أن ننكر أنّ العقل و الفكر والاستعداد المذخور فينا من أوّل يوموجودنا لم يكن بسعينا؟! و لكن هذه المواهبالتي تنقلها إلينا الريح- كما يقال- أوبتعبير أصحّ هذه المواهب التي وصلتنا بلطفاللّه و من دون سعينا، إذا لم نحافظ عليهابالجد و السعي بطريقة صحيحة فستضيع منأيدينا، أو أنّها ستبقى بلا أثر! هناك كلاممعروف منقولعن الإمام علي عليه السّلام في شأن الرزقفيقول «و اعلم يا بني أن الرزق رزقان، رزقتطلبه و رزق يطلبك» «1»و في هذا الكلام إشارة إلى هذه