امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
سواء كان قصيرا أو مديدا جدا بحيث يبلغمليارات السنوات مثلا، و قد نبهنا على هذاالمعنى- في ذيل الآية (54) من سورة الأعراف-بشرح واف في هذا المجال، فلا حاجة للتكرارو الإعادة.و ذكرنا هناك أن خلق العالم كان في ستةأزمنة متوالية و متتابعة، مع أنّ اللّهقادر على أن يخلق العالم كلّه في لحظةواحدة، و ذلك لأنّ الخلق التدريجي يعطيصورة جديدة و لونا جديدا و شكلا بديعا وتتبيّن قدرة اللّه و عظمته أكثر و أحسن.فهو يريد أن يبيّن قدرته في آلاف الصور لابصورة واحدة، و حكمته في آلاف الثياب لابثوب واحد، لتتيسر معرفته و كذلك معرفةحكمته و قدرته للناس، و لنجد الدلائل- منخلال عدد الأيّام و السنوات و القرون والأعصار التي مرّت على العالم- على معرفةاللّه! .. ثمّ يضيف سبحانه أن عرشه كان علىالماء وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ.و من أجل أن نفهم تفسير هذه الجملة ينبغيأن نفهم المراد من كلمتي «العرش» و«الماء».«فالعرش» في الأصل يعني السقف أو ما يكونله سقف، كما يطلق على الأسرّة العاليةكأسرّة الملوك و السلاطين الماضين، و يطلقأيضا على خشب بعض الأشجار، و غير ذلك.و لكن هذه الكلمة استعملت بمعنى القدرةأيضا و يقال «استوى فلان على عرشه» كنايةعن بلوغه القدرة كما يقال «ثلّ عرش فلان»كناية عن ذهاب قدرته «1».كما ينبغي الالتفات إلى هذه الدقيقة، و هيأن العرش يطلق أحيانا على عالم الوجود،لأنّ عرش قدرة اللّه يستوعب جميع هذاالعالم.و أمّا «الماء» فمعناه معروف، و هو السائلالمستعمل للشرب و التطهير، إلّا أنّه قديطلق على كل سائل مائع كالفلزّات المائعةو ما أشبه ذلك، و بضميمة ما قلناه في