امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
و بالمسائل المصيرية، فهؤلاء بسبب جهلهمو عدم معرفتهم و غرورهم- حين يسمعون تهديدالأنبياء في مؤاخذة المسيئين و معاقبتهم،ثمّ تمرّ عليهم عدّة أيّام يؤخر اللّهتعالى بلطفه فيها العذاب عنهم، نراهميقولون باستهزاء مبطن: ما السبب في تأخرّالعذاب الالهي، و أين عقاب اللّه: وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَإِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّما يَحْبِسُهُ.و «الأمّة» مشتقّة من مادة «أمّ» و هيبمعنى الوالدة، و معناها في الأصل انضمامالأشياء بعضها إلى بعض، و لذلك يقال لكلمجموعة على هدف معين، أو زمان أو مكان واحد«أمة».و قد جاءت هذه الكلمة بمعنى الوقت والزمان أيضا، لأنّ أجزاء الزمان مرتبطةبعضها ببعض، أو لأنّ المجموعة أو الجماعةتعيش في عصر و زمان معين، فنحن نقرأ فيسورة يوسف عليه السّلام الآية (45) مثلا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ..ففي الآية- محل البحث- كلمة «الأمّة» جاءتبهذا المعنى، و لذلك و صفت بكلمة «معدودة»فمعنى الآية هو: إذا أخرنا عن هؤلاء العذابو المجازاة لمدّة قصيرة قالوا: أي شيءيمنعه؟! ..و على كل حال، فهذه عادة الجاهلين والمغترين، فكلّما و جدوا شيئا لا ينسجم معميولهم و طباعهم عدّوه سخرية، لذلك يتخذونالتهديدات و النذر التي توقظ أصحاب الحق وتهزهم .. يتخذونها هزوا و يسخرون منهاشأنهم شأن من يلعب بالنّار.لكن القرآن يحذرهم و ينذرهم بصراحة فيردّه على كلامهم، و يبين لهم أن لا دافعلعذاب اللّه إذا جاءهم أَلا يَوْمَيَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْو أن الذين يسخرون منه واقع بهم و مدمّرهموَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِيَسْتَهْزِؤُنَ.أجل، ستصعد صرخاتهم إلى السماء في ذلكالحين، و يندمون على كلماتهم المخجلة، لكنلا صرخاتهم تغنيهم و تنقذهم، و لا هذاالندم ينفعهم، و لات حين