امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
في الآيات- محل البحث- يؤكّد اللّه سبحانهعلى النّبي ألّا يؤخر إبلاغه الوحي خوفامن تكذيب المخالفين أو طلبهم معجزاتمقترحة من قبلهم.2- يرد هنا سؤال هو: كيف يمكن للنّبي صلّىالله عليه وآله وسلّم أن يؤخر إبلاغهالوحي، أولا يبلغه أساسا؟ مع أنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم معصوم و لا يصدرمنه الخطأ و الذنب! الجواب: إنّ النّبيصلّى الله عليه وآله وسلّم متى ما امربتبليغ حكم فوري فمن المسلّم أنّه يبلغهفورا و دون إبطاء، و لكن يتفق- أحيانا أنيكون وقت التبليغ موسعا .. و النّبي يؤخرالبلاغ تبعا لأمور ... هذه الأمور ليس لهاجانب شخصي بحيث تعود للنبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم نفسه، بل لها جانب عام ودفاع عن الدين، و هذا التأخير ليس ذنباقطعا، مثل ما ورد- في سورة المائدة فيالآية 67- من أمر اللّه للرّسول الأعظم صلّىالله عليه وآله وسلّم بالتبليغ، و أن لايخاف من تهديدات الناس لأنّ اللّه سيحفظهحيث يقول عزّ و جلّ: يا أَيُّهَاالرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَمِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمابَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُيَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.و على هذا فلم يكن تأخير البلاغ هناممنوعا على النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم و لكن «الإسراع» فيه دليل علىقاطعيته .. فالإسراع بالتبليغ يعدّ أولى منالتأخير .. فاللّه سبحانه يريد أن يشدّ منمعنوية نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ويثبت فؤاده و يجعله صلدا أمام المخالفينبحيث يبلغ «بضرس قاطع» و لا يلتفت إلىطلبات المخالفين و حجج المستهزئين، و لايستوحش من صخبهم و ضجيجهم! 3- احتملالمفسّرون في معنى «أم» التي في أوّلالآية الأخرى أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُاحتمالين:الأوّل: إنّه بمعنى «أو».و الثّاني: بأنّه بمعنى «بل».ففي الصورة الأولى يكون المعنى على النحوالتالي:لعلك لم تتل آياتنا خوفا من حججالمخالفين، أو أنّك تلوتها و لكنّهمكذبوك