امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 6
لطفا منتظر باشید ...
ألف- يعتقد البعض أنّ هذا التفاوت من قبيلالتنازل من مرحلة عليا إلى مرحلة أقل علىسبيل المثال، أن يقول قائل لآخر: إذا كنتماهرا مثلي في فن الكتابة و الشعر فاكتبكتابا ككتابي و هات ديوان شعر كديواني،ثمّ يتنازل و يقول فهات فصلا مثل فصولكتابي، إلى أن يتحدّاه بأن يأتي بصفحة مثلصفحاته.و لكن هذا الجواب يكون صحيحا في صورة ما لوكانت سور الإسراء و هود و يونس و البقرة قدنزلت بهذا الترتيب، كما هو منقول في كتاب«تأريخ القرآن» عن الفهرست لابن النديم،لأنّه يقول إنّ سورة الإسراء رقمها فيالسور (48)، و سورة هود (49)، و سورة يونس (51)، والبقرة هي السورة التسعون النازلة علىمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.و لكن هذا الكلام لا ينسجم مع ترتيب السورفي التفاسير الإسلامية.ب- يرى البعض أن ترتيب السور الآنفة رغمعدم توافقها مع ترتيب التحدي من الأعلىالى الأدنى، و لكن نعلم أنّ جميع آياتالسورة الواحدة لم تنزل مجموعة في آنواحد، فبعض الآيات كانت تتأخر في النزولمدة ثمّ يلحقها النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم بالسورة الفلانية بحسبتناسبها معها، و في محل كلامنا هذا يمكن أنيكون الأمر كذلك، و على هذا فإنّ تاريخالسور لا يتنافى مع التنزّل، أو التنازلمن مرحلة عليا إلى مرحلة دنيا.ج- هناك احتمال آخر لحل هذا الإشكال هو أنّأجزاء «القرآن» أجزاء تطلق على الكل و علىالبعض منه، فنحن نقرأ في الآية الأولى منسورة الجن إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناًعَجَباً و واضح أنّهم سمعوا بعض القرآن لاأنّهم سمعوا القرآن كلّه، و لفظ القرآن فيالأساس مشتق من القراءة، و من المعلوم أنّالقراءة و التلاوة تصدق على جميع القرآن وعلى جزء منه أيضا، فعلى هذا يكون التحدي بـ«مثل القرآن» غير مقصود به التحديبالإتيان بمثل جميع القرآن، و هو ينسجمبهذا المعنى مع التحدي بعشر سور منه أو حتىبسورة واحدة.